انتقل إلى رحمة الله تعالى الأستاذ عبدالرحمن المقرن ليلة الخميس الموافق 20 - 12 - 1440ه، وصلي عليه يوم الخميس بجامع البابطين بالرياض وحضر الصلاة على الفقيد أبناؤه وجميع أسرته وزملائه وعدد غفير من المصلين. {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} الموت حق وكلنا سائرون في هذا الدرب، ولكن خير البشر منا من تبقى ذكراه الحسنة خالدة بأفعاله وأعماله وأخلاقه الفاضلة الصالحة الخيّرة فالدنيا منقطعة زائلة فانية فلا ينبغي للعبد أن يشتغل بالفاني الزائل عن الباقي الدائم، فالدنيا تجري وتسير بسرعة، والنبي عليه السلام وصفها، لهذا علمنا كيف نتعامل معها بقوله: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل فنحن في هذه الدنيا أمانات وودائع والموت يأخذ الأمانات والودائع، يا للموت من مفاجأة أليمة محزنة يباغت فيها الإنسان ويمتحن فيها المؤمن على قوة إيمانه وصبره، فيأخذ على غرة، تعددت أسبابه، وتلونت أشكاله، واختلفت أعماره، وتنقلت أوقاته، لا يميز بين الطفل والشاب والشيخ، كل له أجله المكتوب، وعمره المحسوب، عند رب رحيم حليم. فصاحب العمل الصالح تبقى ذكراه الحسنة وأفعاله الخيرة خالدة في هذه الدنيا سبحان الله الذي جعل الموت علينا حتمًا محتومًا يأخذ منا أهلنا وأعزاءنا وأقاربنا وأولادنا، كل يوم لنا فقيد عزيز على قلوبنا، وليس بأيدينا إلا أن ندعو الله للمتوفى بالرحمة والمغفرة، وأن نسامحه ونطلب من الله له المغفرة. الحياة أيام قلائل مهما عشنا ومهما طالت السنون فإنما هي كحلم أو لمح بصر تنقضي، نفقد والدينا وأحبابنا وعلماءنا الأجلاء ونفقد أولادنا، ونفقد الأخ والأخت، نفقد الصاحب والصديق والجار... وهم سيفقدوننا، إنه الموت الذي يفر المرء منه إليه، يفر الولد من أبيه، ومن حضن أمه، ومن بين إخوانه وأخواته في لمحة بصر، والزوج من زوجته، نصحو على أمر عظيم، وأعظم من المصيبة الفقد، وكان رحمه الله مخلصًا في عمله محتسبًا فيه، كان رحمه الله رجلاً فاضلاً ومخلصًا أمينًا، ويتعامل مع الناس بالرفق واللين ونصح المحب ويعامل الناس معاملة حسنة، شهد له الكبير والصغير، عاش حياته في بيت صلاح وتقى وعبادة وجود وكرم وتربى على ذلك فإني مهما كتبت فلن أوفيه -رحمه الله- جزءًا يسيرًا من حقه. نسأل الله الكريم ذا الفضل والجود أن ينزله منازل الشهداء والصالحين، وأن يجمعه بمن يحب في الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يجعل ما أصابه رفعة له وتكفيرًا لسيئاته ومضاعفة لحسناته، كان رحمه الله قد وهبه الله الأخلاق الحسنة الفاضلة. لا يضمر الحقد والحسد لأي شخص ويحب فعل الخير ولا يرجو في ذلك جزاءً ولا شكورًا من أحدز فالفقيد الغالي نعزي فيه أنفسنا وجميع أسرة آل المقرن في الرياض وجميع انحاء المملكة العربية السعودية، وأخص بخالص العزاء والمواساة جميع أبنائه وبناته وزوجته وجميع أفراد أسرته وأخص بالعزاء نسيبه الأستاذ الدكتور سليمان العليوي ومحبيه وأصدقاءه وجيرانه وزملاءه.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. وإنا على فراقك يا أبا عبدالله لمحزونون. ** **