أن يكون شهر الخير والمغفرة والعتق من النار هو ختام عام دراسي حافل بالكثير هذا يعني أن تتنفس بعمق وتطلق زفرة طويلة تمتد بعدد ساعات رمضان ولياليه. الجميل في التعب أن للراحة بعده طعماً ولذة لا تنسى تغرق فيها وكأنك جمعت ريش النعام الذي يندس في وسائد المترفين وفرشهم ووضعت رأسك عليها ورحت في نوم عميق. أنت تتذكر جيداً أي ذكرى لنوم عميق حصلت عليه خلال حياتك بعد مرحلة تعب أو رحلة سفر، لا تنسى أبداً تفاصيل ذلك المساء أو حتى الصباح الذي ألقيت فيه نفسك واستسلمت للراحة وقمت بعدها تسأل أين أنا؟! أخذتنا الحياة بدوامتها وأصبحنا لا ندري هل نحن نمشي أم ارتفعنا عن الأرض وطرنا وأصبحنا أجساد كبيرة طائرة غريبين في السماء بعيدين عن الأرض وواقعنا. أصبحنا في متاهة أنفسنا قبل غيرنا عجزنا عن التركيز في ماذا نريد وصرنا نبحث عن ماذا يريدون، وهذا كله يجعلنا نبحث عن نظارتنا وهي فوق أعيننا ونسأل عن هاتفنا المتنقّل وهو على آذاننا. يخيل لي أن زفرة التعب التي ستخرج مني هذا العام تحديداً سيخرج معها الكثير من الذكريات والدموع وحتى البشر وسأغلق بعدها أبوابي وسأشرعها على جهة أخرى. عنيدة وقوية على نفسي رحيمة مع غيرها، لا تخرج مني (لا) إلا بعد أن لا أجد (نعم) ولا تتحول (نعم) إلى (لا) أبداً لأنني لم أقلها مجاملة أو على عجل. هذا العام قفزت عتبات عمري وتوجهت غلى عمر يسبقه بسنوات تعرّفت على الكثير من الناس قبل معرفتهم وتأكدت أن لا أحد منشغل إلا بنفسه وتحقيق مصالحة وأن لا أحد كان يشغله سهري وتعبي وحتى الصداع الذي ينخر رأسي ويطرحني على فراشي ليوم كامل. تأكدت أن أوراقي لا تعرف غيري وأقلامي لا تكتب إلا ما أقول لها وأن كلمة الحب التي تسابق أختها لتستقر عندي كانت هاربة من طرف لسان لذلك لم تقنعني أبداً. هذا العام أيضاً سيولد في أيام حياتي تاريخ كان يختبئ في روزنامة الأيام ينتظر قدره ولكنني للأسف كنت المسؤولة عن تأخره رغم أنه سيكون الحل لكل شيء. لذلك سيكون ميلاده رحيل لأشياء ثقيلة كنت أظنها لا ترحل وبداية لرحلة كانت تنتظرني وكنت أنا من يتأخر عليها. ومضة ختام .. لا تؤجل يوماً هو لك من أجل أيام لهم وكل عام وأنتم بخير ** **