ودعت أسرة المعثم من الوهبة من بني تميم أحد أفرادها البارزين المرحوم -إن شاء الله تعالى- عبدالله بن صالح المعثم، الذي عاش ما قدر الله له في هذه الحياة المليئة بالأكدار وآخرها مصيبة الموت الذي قدره المولى سبحانه على جميع الأحياء بلا استثناء وتفرد هو سبحانه بالخلود والبقاء، وهو القائل: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ورضوانه ووسع عليه في قبره وجعله روضة من رياض الجنة، كما ونسأله تعالى أن يجبر مصيبة أهله وأبنائه وجميع أفراد عائلته وأن يلهمهم الصبر والاحتساب والرضا بقضاء الله وقدره وبالموت الذي لا مفر منه إلا إليه قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}، وأوصيهم بكثرة الدعاء له والترحم عليه حتى لا ينقطع عمله الصالح بوفاته أخذاً من قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر: أو ولد صالح يدعو له)، والعزاء موصول إلى جميع أقاربه بالنسب والمصاهرة وجميع معارفه وجيرانه وجماعة مسجده الذي أمضى سنوات طويلة في إمامته وغيرهم ممن شهدوا الصلاة عليه واتبعوا جنازته التي هي من أكبر الجنائز التي شهدتها المحافظة، فعلوا ذلك على سبيل الوفاء للفقيد وأسرته وتحسباً للأجر والمثوبة. أكرر الترحم على صديقي ومعلم أبنائي أكبرهم الطبيب خالد وأصغرهم الطبيب يزيد، مثنياً على جهود أبنائه وعنايتهم الفائقة بوالدهم وبخاصة في فترة مرضه. أجزل الله لهم الأجر والمثوبة وقيض لهم من أبنائهم من يحذو حذوهم بالبر بهم والإحسان إليهم. وهذه حال الدنيا تجمع وتفرق الأهل والخلان والمعارف والجيران: ولو كان البقاء لأي حي لكان رسول الله حياً وباقيا أعانهم الله على ما بدا عليهم من شدة التأثير على فراق والدهم ولسان حالهم وهم يوارونه التراب يقول: مرحوم يا شيخ عزيز فقدناه فقيدة يا كبرها من فقيدة أقفى عن الدنيا وغابت مطاياه وما بقى إلا سيرة له حميدة وهذي حياة الناس والموت يقفاه في ماضي الأزمان وإلا جديده حفظ الله الجميع بحفظه ولا أراهم أي مكروه في عزيز عليهم. ** ** محمد الحزاب الغفيلي - عضو جمعية البر - الرس