تميزت جائزة السيد أمين مدني لاهتمامها بتاريخ الجزيرة العربية في ظل خفوت أو غياب الجوائز التي تهتم بالتاريخ العربي عموما وبالجزيرة خصوصا؛ وعليه فتكتسب الجائزة قيمة مهمة في عالمنا العربي لحث الباحثين على الكتابة والبحث في تاريخنا العربي والجزيرة بشكل خاص. ودعم اتجاهها في التاريخ كون المرحوم السيد أمين مدني ترك نتاجًا مهمًا في التاريخ العربي منها: كتاب التاريخ العربي وبداياته؛ وكتاب التاريخ العربي وجغرافيته وغيرها من النتاج العلمي التاريخي؛ وأكمل أسرته من بعده المسيرة ومنهم السيد إياد مدني والسيد نزار مدني من خلال تخصيص جائزة باسمه تهتم بالتاريخ العربي والجزيرة خصوصا؛ وانطلقت في العام 1409 لتكمل مسيرة سبع دورات متتالية منذ إنشائها حتى هذا العام 1440. ومُنح العديد من المهتمين بالتاريخ العربي ببحوث رائدة في مجالهم منذ دورتها الأولى وهم: محمد الخطراوي؛ صالح مصطفى، والثانية لمحمد الشعفي ومحمد الرويثي، والثالثة لسعد الراشد؛ والرابعة كانت لعاتق البلادي ودارة الملك عبدالعزيز، والخامسة لعبدالله العنقاوي؛ والدورة السادسة كانت لعبدالرحمن الأنصاري؛ والسابعة لدلال الحربي ومبروك الباهي. ويقام الاحتفال بالجائزة كل عامين على شرف سمو أمير المدينةالمنورة؛ يحضرها العديد من المثقفين وأعيان المدينة. وللنادي الأدبي بالمدينةالمنورة الحظ الوافر في دعم جائزة أمين مدني علميا من خلال التحكيم العلمي. كما أنه يقوم على اللجنة العلمية في الجائزة عدد من الأساتذة المتمكنين علميا ومنهجيا منهم: الدكتور سعد الراشد رئيسًا؛ والدكتور حمزة المزيني عضوا؛ والدكتور سعد الصويان عضوا؛ والدكتور عبدالعزيز السبيل عضوا؛ والدكتور أحمد الزيلعي. ولعل أهمية الجائزة تزداد حينما يكون الاهتمام بالتاريخ ليس توثيقًا فحسب وإنما اهتمامٌ ينحو اتجاه الربط بين التاريخ والمعاصرة؛ فنرى المعاصرة من خلال التاريخ والعكس أيضًا؛ فاهتمام الجائزة ينبع من التفكير في حاضرنا وعليه فإننا نجد الفائزين بالدورة السابعة كان نتاجهم يمس الواقع والتاريخ من خلال البحث في دراسات المرأة في تاريخ الجزيرة العربية؛ باعتبار الدراسات النسوية المعاصرة اهتمت كثيرا بإنجاز المرأة العلمي والفكري؛ وأيضا من خلال البحث في تاريخ البحر الأحمر لمعرفة إمكانية استغلاله اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا؛ ومن هنا فإن الجائزة تفكر في هذا الربط بين التاريخ والحاضر وليس فقط في جانب التاريخ التوثيقي. ** **