تستضيف قاعة طيبة بفندق مريديان في المدينةالمنورة مساء اليوم، حفل الاحتفاء بفوز الأستاذين الدكتور عبدالرحمن الأنصاري، والدكتور سعد الصويان، بجائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية في دورتها السادسة والذي يشرفه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز في تمام الساعة التاسعة. ويتضمن الحفل فيلما تعريفيا بالجائزة، وفيلما آخر عن الفائزين، إضافة إلى كلمتي الفائزين، وكلمة للدكتور سعد الراشد رئيس اللجنة العلمية للجائزة، والدكتور عبدالله عسيلان رئيس نادي المدينةالمنورة الأدبي. كما يتضمن برنامج الحفل معرضًا عن الجائزة وأعمال الفائزين. الأمانة العامة للجائزة لم تكتف بحفل التتويج مساء اليوم، بل أعدت برنامجا حافلا يوم غدٍ الخميس، يتضمن زيارة متحف الآثار والتراث بمحطة سكة حديد الحجاز، وزيارة معالم وآثار وادي العقيق، ووادي خنق وسد معاوية، ومتحف «مأرز الإيمان»، وكلها من معالم وآثار منطقة المدينةالمنورة. وكانت اللجنة العلمية للجائزة التي انطلقت عام 1414 وفاء وتكريمًا للأديب المؤرخ أمين بن عبدالله مدني، قد منحت الجائزة هذه العام في دورتها السادسة للعلمين الدكتور الأنصاري والدكتور الصويان تقديرًا لمجمل منجزهما العلمي في علم الآثار بالنسبة للأنصاري الذي أسهم في تأسيس هذا العلم في المملكة وله اكتشافاته وبحوثه المهمة في هذا المجال وفي مقدمتها اكتشاف قرية الفاو بعد جهود وتنقيبات استمرت على مدى عقدين، إضافة إلى تأسيسه قسم الآثار بجامعة الملك سعود. وتقديرًا لجهود الدكتور الصويان في دراسة وتأصيل البحث المنهجي في تتبع الثقافة الشفاهية والمورورث التقليدي لأدب وثقافة وتقاليد حياة البادية والصحراء في الجزيرة العربية، ورصد التاريخ الشفهي في الجزيرة بأبعاده اللغوية والاجتماعية والثقافية طبقا لما يعرف علما بالأنثروبولوجيا. يذكر أن موضوع الجائزة في عامها الأول 1414ه 1994م كان «تاريخ المدينةالمنورة» وفاز بها مناصفة كل من د. محمد العيد الخطراوي رئيس قسم اللغة العربية والدراسات الاسلامية عن مجموعته التاريخية: «المدينةالمنورة في العصر الجاهلي وصدر الاسلام»، ود. صالح مصطفى مدير مركز إحياء تراث العمارة الاسلامية بالقاهرة عن كتابه: المدينةالمنورة، تطورها العمراني، وتراثها المعماري. وكانت موضوعات الجائزة في دورتها الثانية أحد موضوعين، الأول: «الموانئ في الجزيرة العربية منذ عصر الرسول عليه الصلاة والسلام وحتى الدولة العثمانية»، والثاني: «الحياة الاقتصادية في الحجاز كما تعكسها كتب الرحالة المسلمين وحتى مطلع القرن العشرين الميلادي»، وفاز بها مناصفة كل من: د محمد الشعفي عميد كلية الآداب بجامعة الملك سعود سابقا عن كتابه: «تجارة جدة الخارجية « في الفترة ما بين 1840 - 1916م، ود. محمد الرويثي -رحمه الله- الأستاذ المشارك في كلية التربية بجامعة الملك عبدالعزيز بالمدينةالمنورة عن كتابه: «الموانئ السعودية على البحر الاحمر». وفي دورتها الثالثة، كان موضوع الجائزة «الكشف الأثري للمدن والموانئ الإسلامية» وفاز بها الدكتور سعد الراشد أستاذ الآثار في جامعة الملك سعود وذلك عن أعماله في الكشف الأثري للمدن والموانئ الإسلامية في الجزيرة العربية وعن دراساته المنشورة وأعماله التنقيبية في منطقة الربذة. وفي الدورة الرابعة، فاز بالجائزة للبحث في تاريخ الجزيرة العربية كل من: عاتق البلادي الباحث في الجغرافيا والتاريخ والأنساب لإنتاجه العلمي المتواصل وتأليفه سلسلة من المؤلفات عن مكةالمكرمة. ودارة الملك عبدالعزيز لدورها في خدمة تاريخ المملكة وجغرافيتها وآدابها. ونال الجائزة في دورتها الخامسة الدكتور عبدالله العنقاوي عن مجمل أعماله ومسيرته الأكاديمية العلمية والبحثية. من جانبه قال رئيس اللجنة العلمية للجائزة الدكتور سعد الراشد أن المناسبة الاحتفالية لجائزة أمين مدني لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، تأتي في وقت مهم تشهد فيه بلادنا حراكاً ثقافياً غير مسبوق، حيث نعيش أجواء الاحتفال بالمدينةالمنورة عاصمة للسياحة في العالم الإسلامي، وعاشت المملكة الأسبوعين الماضيين أكبر تجمّع لدور النشر في معرض الرياض الدولي للكتاب، شهده جمهور كثيف من مختلف الفئات العمرية من داخل المملكة وخارجها، وفي الوقت ذاته شرّف خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - والرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين، في العاصمة الصينيةبكين يوم الخميس 17 جمادى الآخرة 1438ه (16 مارس 2017م)، حفل اختتام معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية: روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في متحف الصين الوطني، تقديراً واعتزازاً بتاريخ المملكة وتراثها العريق، وقد أكدت كلمة خادم الحرمين في هذه المناسبة، على مفاهيم سامية تعزّز قيمة تراث المملكة الحضاري. وتابع الراشد قائلا: تعتبر جائزة السيد أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية، أحد الروافد المهمة المحفزة للبحث العلمي في تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها، وتكريم العلماء في هذا الاختصاص من داخل المملكة وخارجها. وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة، الحفل السادس للجائزة ما هو إلا دليل على أهمية الجائزة، ومجالها. وأضاف الراشد: الأمل كبير أن تتوسّع الجائزة في مسارها، لتحفيز الدارسين والباحثين في المجالات المختلفة من تاريخ الجزيرة العربية.