لم استغرب خسارة ممثلينا كافة المقاعد في انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم التي أُجريت في العاصمة الماليزية كوالا لمبور، لأسباب كثيرة جداً ولعل من أهمها وأبرزها أننا لا نجيد كيفية التعامل مع لعبة الانتخابات وأسرارها، ولم نستطع اختراق التكتلات الكبيرة الموجودة في أورقة الاتحاد الآسيوي أو حتى تكوين تكتل معين والانطلاق من خلاله إلى الترشح لبعض المناصب في الاتحاد الآسيوي، ومن الأسباب الرئيسية أيضاً لعدم فوز أي سعودي بأحد المناصب هو ضعف الأسماء التي تم ترشيحها من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم مع كامل الاحترام لهم فهي أسماء مغمورة جداً على مستوى القارة الآسيوية المليئة بالتكتلات القوية والنافذة جداً وفقاً لمصالح معينة ومتبادلة فيما بين هذه الشخصيات التي تدير وتتحكم بلعبة الانتخابات في القارة الآسيوية، فالأسماء السعودية التي قرّرت الترشح في انتخابات الاتحاد الآسيوي لم تحقق أي نجاح يذكر على مستوى عملهم المحلي من خلال الاتحاد السعودي الحالي لكرة القدم الذي يعتبر أضعف اتحاد مر في تاريخ الكرة السعودية على مدار تاريخه الطويل جداً. نعم ربما التغيّرات التي حدثت على مستوى تغيير بعض الشخصيات القيادية في الرياضة السعودية أربكت أوراق المرشحين السعوديين بدليل انسحاب الثنائي قصي الفواز من الترشح لمنصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي ولؤي السبيعي عن عضوية المكتب التنفيذي قبل بداية الانتخابات لشعورهم بغياب الداعم القوي لهم ولترشحهم، إلا أنه هذا ليس سبباً مقنعاً أو كافياً لعدم ترشح أي سعودي، فكان من المفترض منذ البداية الاتفاق على اختيار شخصيات سعودية مؤثّرة وقوية جداً ولها تاريخ وحضور على مستوى القارة الآسيوية تكون مقنعه للاتحادات الأهلية الأخرى من أجل التصويت لهم، لكن ما حدث هو العكس تماماً، حيث تم ترشيح أسماء لا يوجد عليها من الأصل أي إجماع داخل وسطنا الرياضي المحلي لسوء عملهم..! خيبة الأمل التي أصيب بها الشارع الرياضي السعودي بسبب الفشل الذريع جداً لمرشحينا وغيابنا عن التمثيل الرسمي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لأول مره منذ 20 عاماً، وفوز مرشحين من الهند والفلبين وبنغلاديش وهي دول لا تمثّل شيء أمام تاريخ المملكة العربية السعودية رياضياً سواء على مستوى الكرة الآسيوية أو حتى على المستوى الدولي، يتطلب ضرورة إعادة ترتيب أوراقنا المبعثرة من جديد ودراسة أسباب هذا الفشل الكبير الذي حدث من أجل تلافيها مستقبلاً. فالكرة السعودية تملك العديد من الأسماء القيادية التي لها تاريخ رياضي كبير وهي قادرة على الترشح والفوز بالعديد من المناصب في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لكن هذه الأسماء تحتاج أن يقدم له كافة الدعم والتسهيلات لكي تصل إلى أروقة الاتحاد القاري، بدلاً من تقديم أسماء مغمورة جداً لا يمكن أن تضيف أي شيء للكرة السعودية.