شكلت زيارة السويسري جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، إلى العاصمة السعودية الرياض لحضور افتتاح خليجي 22 رسم خريطة انتخابات مقعد رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والتي ستجرى في شهر مايو من العام المقبل 2015 على 5 مراحل، هي التنافس على منصب الرئيس و3 مناصب تنفيذية في الاتحاد الدولي لكرة القدم ومنصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي و4 مقاعد تنفيذية في الاتحاد الآسيوي ومقعد نسائي تنفيذي في الاتحاد الآسيوي. الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة لم يجد فرصة أنسب من حضور جوزيف بلاتر للرياض وفي معيته الفرنسي ميشيل بلاتيني اضافة لوجود الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي للتحرك من أجل البقاء في منصبه كرئيس للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، واتضح من خلال المناقشات التي دارت رحاها على هامش افتتاح البطولة الخليجية واللقاءات التي تمت بين المسئولين الخليجيين أن التوجه المؤكد هو تزكية الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيساً للاتحاد الآسيوي، في حين سيكون الصراع على أشده على كراسي العضوية. اتفاق مسئولي الرياضة الخليجية على دعم الشيخ سلمان جاء عن قناعة تامة بقدرته الفائقة على تسيير أمور اتحاد القارة الصفراء في الفترة المقبلة، لاسيما في ظل سعيه إلى تقريب وجهات النظر بين اتحادات القارة المترامية الأطراف. الامر الثاني الذي جعل المسئولين الخليجيين يتفقون على شخصية سلمان بن إبراهيم آل خليفة هو قناعتهم بعدم وجود من هو أفضل منه لتولي هذا المنصب الحساس، كما أن هناك رغبة مشتركة لدى الجميع حول بقاء المنصب عربياً بعدما شغله القطري محمد بن همام لفترة طويلة، ومن ثم تولى المسئولية من بعده الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة. تأييد الشيخ أحمد الفهد لبقاء الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة في منصبه والتأييد الخليجي الذي يحظى به جعل التكهنات حول ترشح الشيخ طلال الفهد رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم ورئيس اتحاد غرب آسيا تتراجع. وكانت التكهنات تشير إلى ترشح الشيخ طلال الفهد، إلا أن فكرة ترشحه ذهبت أدراج الرياح في خليجي 22 بعدما فتحت الملفات وكشفت كافة الأوراق أمام الجميع، وبدا أن الشيخ سلمان الأقرب لتزكيته رئيساً للاتحاد الآسيوي في الفترة المقبلة، وعدم ترشح طلال الفهد. خيوط اللعبة الانتخابية دائما ما تكون بيد الشيخ أحمد الفهد وهو الرجل المحنك في أمور الانتخابات ويعرف كيف يجلب النجاح للمرشح الذي يدعمه، وظهر ذلك جلياً في الانتخابات التي دعم فيها الشيخ سلمان ضد القطري محمد بن همام قبل عزله من المنصب والتي خسرها بفارق صوتين فقط، وأيضاً دعمه الشيخ سلمان في الانتخابات التي جرت العام الماضي وكسبها ضد يوسف السركال قبل انسحاب حافظ المدلج في اللحظات الاخيرة. لكن الشيء المؤكد أن عدم توجه الشيخ أحمد الفهد في المضي قدماً بترشح شقيقه طلال الفهد أنه يرمي لأشياء أبعد من منصب الاتحاد الآسيوي، لكن هذه الاشياء غير معلنة وغير معروفة في الوقت الحالي، وستنجلي تباعاً بعد عقد سلسلة من الاجتماعات والمناقشات خلال الأشهر الستة المقبلة وهي الفترة المتبقية على اجراء الانتخابات الآسيوية. رئيس الاتحاد الاماراتي يوسف السركال بدا هو الآخر غير متحمس لإعادة الكرة مرة أخرى وخوض منافسات الانتخابات المقبلة بعد الفشل الذريع الذي لحق به في الانتخابات الماضية وبدا فارق الأصوات شاسعاً بينه وبين الشيخ سلمان رئيس الاتحاد الحالي. وتنافس السركال مع البحريني سلمان بن ابراهيم آل خليفة في الانتخابات الماضية العام الماضي لكن الاخير فاز بالرئاسة من الجولة الاولى لتصويت الجمعية العمومية، وبدا السركال مقتنعا بعدم توفيقه في الانتخابات الماضية، لذا فانه فضل طي هذه الصفحة عن قناعة شخصية منه لأنه يرى ان حظوظه ضعيفة، وحتى لا يتعرض لخسارة جديدة بفارق كبير من الأصوات، وانه يعرف انه سيدخل معركة خاسرة في ظل الدعم الذي يحظى به المرشح البحريني. كما تشير التكهنات إلى أن قطر لن تتقدم بأي مرشح سواء لمنصب الرئيس أو لعضوية الاتحاد الآسيوي في ظل انشغالها بملف تنظيم كأس العالم 2022. يشار الى ان الانتخابات المقبلة ستشهد دمج منصب الرئيس ونائب الرئيس، بعدما وافقت الجمعية العمومية «الكونجرس» للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالاجماع على المقترح الذي تقدم به عدة اتحادات أهلية بإجراء تعديل على النظام الأساسي للاتحاد يقضي بدمج منصب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مع منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي عن قارة آسيا وذلك اعتباراً من الدورة الانتخابية القادمة للاتحاد الآسيوي العام المقبل، وجاء ذلك في الاجتماع غير العادي الذي عقدته الجمعية العمومية للاتحاد 9 يونيو الماضي في مدينة ساوباولو البرازيلية على هامش اقامة كأس العالم 2014 برئاسة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. كما حضر الاجتماع السويسري جوزيف سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي ورؤساء الاتحادات القارية الأخرى، وأعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي ورؤساء وأعضاء وفود الاتحادات الأهلية الآسيوية المشاركة في الاجتماع. لنذهب بعيدا عن منصب الرئيس الذي بات محسوماً لصالح سلمان بن ابراهيم آل خليفة، الا إذا حدثت مفاجأة وتغير الأمر في اللحظات الأخيرة، بالرغم من أنه لا يلوح في الأفق شخصيات بارزة على المستوى الآسيوي تعتزم الترشح، ولنصل إلى عضوية الاتحاد الآسيوي، حيث يبرز اسم السعودي الشاب ياسر المسحل عضو لجنة الأندية المحترفة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والمدير التنفيذي لرابطة دوري المحترفين السعودي، حيث ينوي المسحل الترشح لعضوية الاتحاد الآسيوي، ويحظى بدعم كبير من قبل الأمير عبدالله بن مساعد.