أغلق منتخبنا الأول ملف مشاركته بدور المجموعات ببطولة كأس آسيا 2019 بتحقيق الهدف الرئيس لمهمته، وهو التأهل لدور الستة عشر الذي كان شبه مضمون بوجود كوريا الشمالية ولبنان بالمجموعة ونظام الصعود لدور الستة عشر الذي يتيح حتى للحاصل على المركز الثالث فرصة الوصول..!! الواضح أن منتخبنا ينبض بالحيوية والطاقة والحماس والرغبة من اللاعبين الشباب، حيث إن معدلات استحواذهم على الكرة جاءت مرتفعة جدًا حتى في المباراة الأخيرة التي خسروها أمام منتخب قطر، وهو ما يعزز ثقتهم بأنفسهم وشمولية اللعب بين العناصر، لكن هل ذلك كافٍ لتحقيق هدفهم التالي أمام اليابان؟ الخسارة الأخيرة أثبتت أن الاستحواذ على الكرة وتناقلها ليس كل شيء في المباراة رغم أن لاعبينا يستخدمونه سلاحًا رئيسًا لهم بتعليمات من الأرجنتيني «بيتزي» الذي تلقى درسًا قاسيًا لأهمية التوازن وترك الاستعراض الطويل الذي يرهق اللاعبين ويجبرهم على التخلي عن واجباتهم الدفاعية بدعوى أن الكرة بين أقدامهم في خط الوسط طوال الوقت..!! عناصرنا جيدة وشابة وأسلوب بيتزي يصلح مع المنتخبات الأقل فنيًا من المنتخب السعودي، لذلك سيكون مضطرًا لإعادة حساباته أمام اليابان وإلا سيجد نفسه في مطار الرياض..!! الاعتماد على إرهاق الخصم وقطع الكرات منه والضغط عليه لا يعني أن تجد الأظهرة أمام منطقة جزاء الخصم في إسراف هجومي فاحش جعل من أداء الدفاع السعودي في أسوء حالاته عند اختبار المباراة الثالثة بدور المجموعات..!! أسلوب « بيتزي» في كأس آسيا 2019 يصلح للأندية وليس للمنتخبات، فالأندية التي تلعب «دوريًا» تملك نفسًا طويلاً وتعويضًا متاحًا، عكس المنتخبات التي تلعب بطولات الخسارة فيها تعني نهاية الأمل والهدف ..!! لا يكفي أن يستعرض لاعبونا فقط بل على «بيتزي» أن يحترم قوة الخصم مهما كان اسمه للحفاظ على شباك الأخضر نظيفًا وأن يستغل قوة حيوية اللاعبين وحماسهم في صالح حفاظهم على المرمى ثم استخدام القوة الهجومية المتمثلة بالأطراف والدخول من العمق لعدم وجود مهاجم صريح..!! لم ينفع البرازيليون استعراضهم ولا الأسبان ولا الألمان ..!! قوتك تبدأ حيث تستطيع الدفاع عن مرماك ..!!