في محاولات يائسة لتشويه صورة المملكة من حكومة كندا، والطريقة الطفولية التي ظهرت بها وزيرة الخارجية الكندية بتسيس قضية شخصية عائلية، عكست تجربة سياسية فقيرة المحتوى في التفكير غير قابل للفهم والاحترام، ويدل السعي إلى تخبط ينافي أهداف السياسة العامة التي تعتمد على مجموعةٍ من المعايير، التي تقدمُ الأدوات المناسبة لتحقيق الأهداف بطريقة صحيحة في مراحل عميقة. يمكن أن نعتبر الحادث مغامرة لقاصر سرعان ما تنتهي في لحظة نضوج ولن نخوض في تفاصيل الإشكال، فالجنس البشري يكتب تاريخه منذ سقوطه وتختفي الصيغة البيولوجية للماضي الإِنساني للشخص، فالمقابلة التي أجريت مع الفتاة الهاربة من أسرتها تحكي تنمرها واعتراضها على سياسة أسرتها وليست سياسة الدولة فقط، والأسباب المذكورة واهية جدًا عطفًا على محتوى التصريحات، فالأسر في السعودية داخل مجتمع محافظ والعلاقة الأسرية قائمة على التكاتف والاحترام وفق عقيدتنا الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا. لا شك أن مشروع كندا القادم هو السعودية، لا سيما إذا كانت السياسة قائمة على الانتقام وتهدف إلى التدخل في الفضاء الداخلي للمملكة، متجاوزة تاريخ علاقة الإِنسان بمحيطه الجغرافي، فكان اللقاء لإثارة الرأي العام العالمي والتشكيك بالقوانين السعودية حيث طلبت المذيعة من رهف «إطلاع الشعب الكندي على طبيعة حياة المراهقين، مثلها، في السعودية، وتقديم أمثلة على القيود التي كانت تتعرض لها، والتي تختلف بطبيعة الحال عن الوضع في كندا». يمكننا القول إن زمن الأفراد والأحداث قصير الأمد، ووزيرة الخارجية الكندية تعزز فاعلية العصيان وتثير الجدل حول سياسة غير واعية بما تفعل، من جهة ثانية ما انفكت تتزايد البرامج واللقاءات الإعلامية التي تُحاك ضد السعودية، وتعاضد مسألة فردية هو انتهاك صريح للقوانين، وتشتغل بشأن داخلي بزعم حقوق الإِنسان، إِذ في اللحظة التي تتخلى فيها عن الإِنسان في الداخل الكندي وطرد اللاجئين وإقصاء طالبي الحماية من دول تكتظ بها الصراعات والحرب، فالأمر أشبه بضعف سياسي في المقام الأول وخداع متواصل لقلب الحقائق. إن تلك السياسة اللعينة ما زال التاريخ يذكرها ضمن فلسفات التاريخ في العالم الغربي التي تعيد كتابة الأفلام القديمة وإخراجها بطابع جديد تخلط الاتجاهات والقوانين، وتترك جانبًا من الحقائق الرئيسة الأخرى وحدد السفير الكندي السابق في السعودية من عام 2009 إلى 2011 بعضًا من تلك الحقائق عن المشهد عبر وسائل الإعلام: «بأن هذه سياسة عاطفية جدًا بكل صراحة، تحركت فيها وزيرة الخارجية نحو هذه الحالة بدافع سياسي وليس إِنسانيًا في مثل هذه اللاجئة. ولست متأكد أن هذا هو دائمًا أفضل شيء تفعله مفوضية اللاجئين حيث يوجد حول العالم 25 مليون لاجيء في ظروف أسوأ وأصعب من هذه المراهقة، ومع ذلك اختار رئيس وزرائنا أن يقدم لها الملاذ، وهذا ما تعتبره السعودية محاولة من رئيس وزرائنا لإدخال نفسه في القصة، وكما قال مراسلكم، اعتقد أنها تشكل سابقة خطرة للغاية، بأن رئيس الوزراء يبذل جهوداً متضافرة لإدخال نفسه في هذه القصة، وأن السعودية تعد ذلك نزاعًا أسريًا وتدخلاً في شؤونهم الداخلية الخاصة، وليس هناك شك في أن هذا سيؤدي إلى تعميق الفجوة بين السعودية وكندا..»