أقر السفير الكندي السابق لدى المملكة ديفيد تشاترسون بأن كندا أساءت إلى علاقاتها مع السعودية، وقال: الأزمة الدبلوماسية التي تواجهها كندا مع السعودية تشير إلى ضرورة إجراء تحسينات في علاقة البلدين، مضيفاً في مقال نشره بصحيفة «تورينتو ستار» الكندية أمس، أن الكثير يعتبرون أن الرد السعودي غير المسبوق على تغريدة وزيرة الخارجية الكندية كريستينا فريلاند أضر كثيراً بالمصالح الكندية في المنطقة. ووصف تغريدة الوزيرة بأنها «غير مهنية» وأدت إلى نتائج عكسية كما فشلت في تحقيق أهدافها ولم تراع مصالح الكنديين، إضافة إلى فقدان كندا الآلاف من الطلبة السعوديين الذين يدرسون في جامعاتها المختلفة. وأضاف أن التغريد عبر «تويتر» ليس من الدبلوماسية ولا يمكن إجراء المباحثات الدبلوماسية بشكل فعال من خلال «التغريدات»، لافتا إلى أن فن الدبلوماسية الفعالة مهمة معقدة تتطلب تفهما لمصالح ودوافع الطرف الآخر وجهود متضافرة والتعاون مع البلدان وحوار مبني على الاحترام. واعتبر أن «العظات المنافقة» لا مبرر لها في الحوار وقال «نحن بحاجة إلى فهم أن البلدان الأخرى لا ننتظر منهم تمجيد قيمنا أو أن نملي عليهم ما ينبغي أن نعتقد أو كيف ينبغي أن تتصرف، فالانتقادات التي لا مبرر لها قد لا تغير من سلوك الآخرين بل إنها قد تضر بعلاقاتنا وبالمصالح الكندية». وأوضح السفير تشاترسون أن النظام في السعودية ملكي تقليدي محافظ، فمن السذاجة أن ينظر إليه العديد من الكنديين على أنه نظام يتصرف بشكل مختلف عن قيمنا وحساسياتنا سواء أحببنا ذلك أم لا. ووصف السعودية بأنها قوة إقليمية لا يستهان بها في المنطقة وهي موطن المدينتين المقدستين لأكثر من مليار مسلم. وبصفتها عضوًا في مجموعة العشرين ولديها أكبر اقتصاد في منطقة الخليج، فهي أكبر مصدر للنفط في العالم ولديها اقتصاد مزدهر مع عدد كبير من السكان. ولذلك ترى دول مجموعة السبع الأخرى المملكة العربية السعودية من خلال منظور مصالحها التجارية والأمنية الأكبر، وليس فقط من خلال منظور حقوق الإنسان. وقال الدبلوماسي الكندي، إن الأهم من ذلك هو أن النهج الذي اتخذته كندا تجاه السعودية وفي العديد من علاقاتها الأخرى يعكس توجهًا يعود إلى ما لا يقل عن 10 أعوام، وهو تسييس السياسة الخارجية والعمل بها بدون فهم واضح للمصالح الكندية مع شركائها من الدول الأخرى. وأضاف «من خلال فترة عملي كسفير كندي في السعودية وكوريا الجنوبية، اكتشفت أن المستشارين السياسيين المؤثرين الذين يعملون لصالح الوزير ورئيس الوزراء غالباً ما كانوا يجهلون ولا يهتمون كثيراً بكيفية دفع مصالح كندا الجوهرية في الخارج فقد كان تركيزهم الأبرز على الكيفية التي يمكن من خلالها أن يمنح حزبهم ميزة سياسية أو انتخابية. ويبدو أن الحكومة الحالية للأسف مستمرة في هذه الممارسات». واختتم السفير مقاله بقوله «نحتاج إلى العودة إلى تحسين سياستنا الخارجية، سياسة أكثر حتى نستطيع النهوض بمصالح جميع الكنديين وليس فقط المصالح المؤقتة لأي حزب في السلطة».