بالنسبة لنا فإن رهف القنون ابنتنا وتعز علينا ويهمنا جدا مصيرها. لكن بالنسبة لهم، أي الكنديون والغربيون عموما، هي سلعة في سوق السياسة، سيروجونها إلى أن تحمض ثم يلفظونها مثل لبانة فقدت طعمها. ليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة على طريق تدخل الغرب في شؤونها وشؤوننا من باب الوصاية التي تحدثت عنها سابقا، والتي وصفتها بأنها – أي هذه الوصاية – تمثل لهم عقدة تماما كما يمثل لنا الخواجات عقدة كلما زاد بياضهم ونفاقهم.!! كم من بنت شقية أو مستاءة أو غاضبة هربت من بيت غربي أو شرقي في يوم هروب رهف إلى تايلاند.؟! كم من بنت في كندا ذاتها لم تنصرها حكومتها ولا قوانينها على الرجل الذي هشم وجهها وكسر ضلوعها لأنها أصلا لا تعلم عنها.؟! فقط رهف، لأنها مسلمة سعودية، هي التي هربت وهي التي لديها تحفظ على بلدها ومجتمعها.!! رغم كل ما قد يكون لدى المرأة السعودية من تحفظات ومطالبات، إلا أنني، في المقابل، أتحدى الحكومة الكندية وأتحدى وزير خارجيتها أن تجري استفتاء حقيقيا في أوساط النساء الكنديات، يقيس مدى رضاهن عن حياتهن وحقوقهن. ولو فعلوا فلا أتصور أن كندا برمتها ستكون سعيدة بالنتيجة. حين كنا في عمر رهف وأكبر قليلا كنا مأخوذين بهذا الغرب وقوانينه وإنسانياته. وكنا نتمنى أن نحظى بحياة هذا الغربي وحريته وجودة حياته. كان هذا، بطبيعة الحال عن بعد، لأننا حين اقتربنا منه، ودرسنا في جامعاته، وسكنا مدنه، وتحدثنا إلى مواطنيه اكتشفنا كم هم – رغم سطوع القشرة الخارجية – مقهورين معيشيا ونفسيا، لا يكفون عن الدوران حول الساقية التي تبقيهم بصعوبة على قيد الحياة. الحياة في النهاية ليست (شورت) فوق الركبة ولا جاكيت كندي. الحياة، بمعناها الأكبر والأسمى، هي التي تترقى فيها طبيبة سعودية في مستشفى كندي نظير منجزها العلمي، وهي التي يأتي فيها كندي إلى السعودية مستشارا لبضعة أيام ثم يكتشف أنه مضى على إقامته فيها أكثر من 25 سنة، لأنه أحبها ووجد رحابة معيشية وراحة نفسية في عملها وإقامته بها. وما عدا ذلك هو محض هراء سياسي وإعلامي يورط فيه المراهقون والمراهقات. محمد العصيمي نقلاً عن (اليوم) الوسوم رهف سلعة مجرد