- حسب ترجمة دريني خشبة - تقول بعد عنوان التفاحة: (التفاحة) « نشيد الزمان! وقصيدة الماضي! وغناء السلف! وحداء القوافل التي لا تفتأ تخب في بيداء الأزل، إلى الواحة المفقودة في متاهة الأبد، ......... ثم يحث هوميروس ويقول: انشد ياهوميروس! واملأ الأحقاب موسيقى! واللا نهاية جمالاً وسحراً! والأرواح ظامئة، والقلوب متعبة والإِنسانية واجفة والآذان مكدودة من دوي العصر، فهي أبداً تحن إلى سكون الماضي! لن تصمت ياهوميروس! فالقيثارة الخالدة لا تزال بيدك! ثم تبدأ الحكاية: « رآها تخطر فوق الثبج وتميس على رؤوس الموج، فهام بها، وشغلته زماناً عن أزواجه في قصور الأولمب فكان يجلس عند شاطئ البحر يترقب الفرصة السانحة، يفتش في كل موجة عن حبيبته «ذيتس»..عروس الماء الفاتنة، «ذات القدمين الفضيتين» ابنة نريوس...... الثاوي مع زوجته الصالحة دوريس، في قصور المرجان.. هناك تحت العباب.. (الإلياذة، ترجمة دريني خشبة، 2014 ص 13). ثم تتطور الحكاية: « ورقت له الفتاة حين علمت أنه............... زيوس العظيم، فوصلت بحبالها حباله، تطمع الخبيثة في أن تصبح زوجة أولومبية عظيمة، تصاول حيرا أم مارس وفلكان، وتفاخر لاتونا أم ديانا وأبوللو، وتدل على ديون أم فينوس...... ابتسم لها الزمان وتساقيا كؤوس الهوى وأوشك....... أن يبني بها لولا وسواس خامر قلبه، فآثر أن يستشير........ قبل أن يبت في الأمر، أو يقطع فيه بشيء. (المصدر نفسه، ص 13). وماذا حدث لهما؟: « وخفق قلب زيوس، وذكر تلك الحرب الضروس التي انتصر فيها على أبيه ساترن بعد فظائع وأهوال، فأشفق أن يكون له ولد يصنع به ما صنع هو بأبيه. لذلك قصر هواه، وأصدر على غفلة...... إرادة سامية تقضي بأن تتزوج ذيتيس من بليوس ملك فيتا، الذي كان هو الآخر مولعاً بها شغوفاً بجمالها.. حتى لقد كان خطبها إلى أبيها غير مرة فرفض......... أن تتزوج ابنته من بشري هالك ولو كان ملكاً. بيد أنه صدع بأمر.......، وقبل بليوس لابنته بعلا.... حزن ذيتيس وحزنت ذيتيس، واعتكفت في غرفتها المرصعة بالآلي تشكو وتبكي، فلما علم زيوس بما حل بها، زارها من فوره، وطفق يلاطفها ويترضاها، حتى رضيت أن تكون زوجة لبليوس الملك « على أن تحضر بنفسك، وأنت....... ليلة الزفاف، وليعزف أبوللو على قيثارته، ولترقص ديانا....... « (الإلياذة، ترجمة دريني خشبة، 2014 ص 15) وبداية الإلياذة حسب ترجمة د. أحمد عثمان وآخرين كما يلي: « غن لي...... عن غضبة أخيلوس بن بيليوين المدمرة، التي الحقت بالآخيين مآسي تفوق الحصر، ودفعت إلى العالم الآخر (هاديس) بأرواح الكثيرين من المقاتلين البواسل، بينما جعلت أجسادهم لقمة سائغة للكلاب وكل أنواع الجوارح» وتوضح البداية غضبة أجمانون: - وهكذا تحققت مشيئة زيوس عن ممن جاءت هذه الغضبة بادئة من حيث أخذ الشقاق يدب بين (اجماممنون وملك الرجال، ابن اتريوس، وبين أخيليوس......... من من بين..... هو ذلك الذي دفع الاثنين إلى الصراع فيما بينهما؟ إنه (أبوللون) بن ليتو وزيوس فهو الذي أدى غضبه إلى انتشار الطاعون المشئوم بين صفوف المقاتلين وإلى هلاك الرجال، لأن ابن اتريوس الحق بكاهنه خريسيس إهانة بالغة. فقد أتى الكاهن إلى سفن الآخيين السريعة ليحرر ابنته (خريسئيس) وهو يحمل معه فدية تفوق العد، وكان يمسك بأكاليل ابوللون، الذي يسدد سهامه بعيداً، (وقد لفها) حول صولجان من الذهب، وراح يتوسل إلى كل الآخيين، وكان أكثر توسله إلى ابني اتريوس، راعى جموع الرجال. « يا ابني أتريوس، ويا جميع الآخيين المزودين جيداً بواقيات الأرجل! لتمنحكم...... التي تتخذ مقامها فوق جبل...» (.الإلياذة، ترجمة أحمد عثمان وآخرين، 2008، ط.2، المركز القومي للترجمة، مصر، ص 119). وتحقق وعد زيوس منذ أن وقع النزاع بين ابن اتريوس، ملك البشر، وآخيل الرائع « (الإلياذة، ترجمة ممدوح عدوان، دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع 2009 ص. 23). أما بداية الإلياذة حسب ترجمة الشاعر ممدوح عدوان فتقول: « غني...... غضبة آخيل، ابن بيليوس، وعواقبها، التي عادت بآلاف الويلات على الآخيين، وجلب أجسادهم ولائم شهية للكلاب والطيور ويلاحظ القاري للنصين المترجمين أن ترجمة دريني خشبة ترجمة من عدة نصوص إنجليزية وهي ترجمة شاعرية جميلة، وترجمة د. أحمد عثمان وآخرين ترجمة من النص اليوناني الأصلي وهي ترجمة كاملة نثرية أكاديمية شبه حرفية، بالرغم من تعدد المترجمين. وترجمة الشاعر ممدوح عدوان عن النسخة الإنجليزية، وتكاد تتشابه مع ترجمة أحمد عثمان وآخرين. ملخص حكاية الإلياذة تدور أحداثها خلال حرب مدينة طروادة وحصار المدينة، من قبل مجموعة ولايات إغريقية، لمدة 10 سنوات، ابتداء من عام 510 قبل الميلاد. وتروي الإلياذة، التي كتبت من خلال 15693 سطراً، المعارك والأحداث، في أثناء الأسابيع التي شهدت المباحثات، بين الملك آجاممنون والمحارب أخيل. تحدثت ملحمة الإلياذة لهوميروس عن المشاعرالإِنسانية بدقة، حيث تناولت البطولة والقتال، صراع المصالح والغرائز البشرية كما كشفت طبيعة النفس البشرية بإيجابياتها وسلبياتها، تناولت الحب، الخيانة، الانتقام، المروءة، والصداقة وعكست ثقافة كاملة لحضارة اليونان القديمة التي تعد من أروع وأثرى الحضارات.. فكرة النزاع على التفاحة الملعونة ارتفعت الأصوات صاحبات الحكمة والجمال والقوة ليعلنَّ وصولهن إلى عرس «ثيتس» بضحكات ونقاشات، حيث تم دعوة كل من (هيرا وأثينا وأفروديت) إلى العرس ولم تدعَ (إيريس) ........ غضبت (إيريس) وقررت أن تسعى للانتقام، وبدأت بإلقاء (تفاحة ذهبية) بين المدعوين وقد كتب على التفاحة «للأجمل» إمعاناً بالانتقام.. وقد أثارت التفاحة الذهبيه ل(إيريس) غيرة وصراعاً....... في الحفلة، فكل واحدة تعتقد أنها هي الأجمل والأحق في هذه التفاحة الذهبية. وقررت...... الجميلات (هيرا، أثينا، وافروديت) ان يحتكمن إلى أجمل الرجال من البشر وتم اختيار (باريس بن بريام) ملك طروادة. وقرر (باريس) أن يمنح التفاحة لافروديت، لأنها وعدته بأجمل الجميلات وهي هيلين التي أعمى جمالها عينه عن كل الإغراءات المطروحة فأي قوة هذه وأي حكمة فلا بديل عن جميلة الجميلات. وهنا دب الصراع والنزاع وانقسم.... بعضهم يساعد اليونانيين والآخر يساند الطرواديين حكاية كعب اخيل كعب أخيل.. بطل الأبطال أخيل أو(أخيلوس) يعد بطل الأبطال كان أحد أفراد جيش أجاممنون العظيم وسر قوته ونجاحه. وتحكي قصته أنه عندما ولد غمسته أمه في النهر....... إلا أنها نسيت أن تغمس طرف كعبه التي كانت تمسكه منه أثناء الغمس فكان هو نقطة ضعفه.. وكان مقتله لذا يقال (كعب أخيل) كإشارة إلى نقطة الضعف. أما هكتور فهو الأمير البطل والزوج الوفي. كان هكتور يعد الأخ الأكبر ل (باريس) يتميز بأخلاق دمثة وكان محباً لأخيه منتقداً تصرفه بشأن فراره مع (هيلين) كما تميز بمحبته لزوجته وفياً لها، وهو مثال الأخلاق والشهامة والحب والأخوة.. عندما نشبت الحرب وأعدت السفن واصطفت الجنود (فأجمامنون) يرغب في الانتقام لأخيه الأصغر على خيانة زوجته (هيلين) وهروبها مع (باريس) وهكذا أعلنت الحرب على طروادة، وقد استعدت طروادة بجيشها وعلى رأسه (هكتور) للدفاع عن المملكة وقد اندفع جيش إجمامنون للنيل من (باريس) الذي هرب ب(هيلين) (بدأت الحرب وتوالت المعارك واستمرت حوادث الإلياذة تحاصر أسوار طروادة المنيعة مدة عشر سنوات، تبادل فيها الطرفان أعظم الهزائم والخسائر. غضبة أخيلوس.. وخسائر فادحة قام أجمامنون بأسر ابنه قسيس...... (أبولو) فغضب أبولو، كما تفشى مرض الطاعون بين مقاتلي جيش اليونان حيث مات الآلاف منهم، وقرر (إجمامنون) إعادة الأسيرة وتم مبادلتها ب (برسيس) وهي أسيرة (أخيل الجميلة) التي كانت أنيسته وحبيبته في حرب شرسة فغضب غضباً شديداً، لأنه يريد المحافظة على (برسيس) بالقرب منه وقرر العودة إلى اليونان وترك أرض المعركة. وعندما انسحب (أخيل) مع جنده (الميرميديون) من جيش اليونان ضعف الجيش وهزم شر هزيمة وقبل سفره أرسل له (إجمامنون) عدة رسل للاعتذار وطلب منه البقاء، لكنه رفض رفضاً قاطعاً، لأنه كره الحرب الطويلة التي لا جدوى منها إلا أن..... (أثينا)اقنعتهم بالبقاء لأنها ترغب القضاء على (باريس) الذي فضل (أفروديت) عليها وقد استمرت الحرب وقتل (باتروكلوس) ابن عم أخيل في إحدى المعارك حيث قتله (هكتور) وقد كان (باتروكلوس) حبيب أخيل والأقرب إلى قلبه وقد حزن عليه حزناً شديا وأعد العدة للانتقام من (هكتور).. وتعد غضبة (أخيل) نقطة محورية في الإلياذة لأنها كانت سوف تودي بجيش اليونان إلى هزيمة في حالة انسحابه من الحرب غير أن كيد الربات وصراعهن لا ينتهي. واستمرت الملحمة. عبقرية اوديسيوس (عوليس) وفكرة حصان طروادة القائد اوديسيس(عوليس) أحد قادة جيش اليونان فكر بفكرة حربية ذكية لاقتحام مدينة طروادة، حيث قرر بناء هيكل لحصان كبير من الخشب وداخله عدد من الجنود اليونانيين، ومن خلاله خدع الطرواديين واستطاع أن يقتحم المدينة، وأوهم الطرواديين بأن المرض قضى على أفراد الجيش اليوناني فترك الحصان (الحيلة) على الشاطئ وحوله جثث الجنود. وتوهم الطرواديون أن جيش اليونان قد انسحب تحت وطأة الحرب والمرض وأنه قد فقد الأمل بالحصار الذي دام أكثر من 10 أعوام، ووجدوا هذا الحصان الخشبي الضخم فأخذوه ليقدموه قرباناً لأبولو لأنه أنقذهم. هذا وعندما أدخلوا هيكل الحصان إلى طروادة المحصنة، خرج جنود اليونان ليلاً من هيكل الحصان وأحرقوا طروادة على أهلها بما فيها والتي كانت منيعة، وهكذا كانت النهاية، ودخل أخيل لينهي معركته وينتصر على (هكتور) الذي قتل حبيبة فيرديه قتيلاً، وها هو (باريس) يلقي بسهمه على (أخيل) فيصيب كعبه -نقطة ضعفه- فيرديه قتيلاً هو الآخر). وبهذا تنتهي ملحمة طروادة ومقتل رمز البطولة (أخيل) ورمز الشهامة والمروءة (هكتور). بحيلة وخطة هيكل الحصان. ** ** - ناصر محمد العديلي