كما كان مُتوقعاً ظهر لقاء الهلال بالنصر الأخير.. بمستوى يتوافق مع مكانة الفريقين.. وجماهيريتهما.. فقدما واحدة من أجمل مُباريات الموسم.. من حيث الإثارة.. والندية.. والسرعة.. والكُرة الهجومية.. كُرة المُتعة.. وكُرة الأهداف التي يبحث عنها المُتابع.. ويتذوّق جمالها..! كسب (هيلدر) التفوق من جيسوس بتغييره مجرى المُباراة.. لمصلحة النصر في الشوط الثاني.. بعد أن كان الهلال مُتسيّداً اللقاء في شوطه الأول ومُتقدماً بفارق هدفين.. فالتغيير التكتيكي من مُدرب النصر بالتخلي عن لاعب محور وإشراك صانع لعب.. سلب من جيسوس أدوات التفوق التي كانت بيد الهلال.. وزادت الأمور الهلالية تعقيداً.. حين سحب المُدرب الهلالي عبدالله عطيف.. ليجعل هز الشباك الهلالية.. أمراً ليس بذات الصعوبة.. فغياب الساتر الدفاعي.. كان كفيلاً بإرباك خط الظهر الهلالي.. بل اختل توازن الفريق كاملاً.. وكاد يخسر الفريق وليس الخروج بالتعادل..! الحقيقة أن المُدرب الهلالي لم يتعامل مع المُباراة بالشكل الصحيح.. فاستبدال عطيف لم يكن المأخذ الوحيد على خسيوس.. فنفاد لياقة لاعبيه في الشوط الثاني كانت واضحة.. بسبب عدم توزيع الجُهد.. والأسلوب المُتوازن لم يكن حاضراً في أداء الفريق.. فالضغط والجماعية اختفت بتراجع المخزون اللياقي.. وبروح لاعبي النصر العالية.. وقتاليتهم الواضحة.. دفع لاعبي الهلال للتراجع بسبب عدم توزيع مجهودهم الذي نفد تماماً.. ناهيك عن تجاهل مُدرب الهلال عدم وجود محور دفاعي.. وهو يرى بأم عينه الضغط النصراوي المُتواصل على الظهيرين..! لقد أخطأ جيسوس كثيراً.. فأي مُتابع يُدرك أن النصر لا يوجد لديه ما يخسره.. وبالتالي فإن تكثيف الهجوم.. أمر مُتوقّع حدوثه.. وحاجة الهلال في تلك الأثناء تحتاج إلى إشراك من يُساند الدفاع.. خاصة بعد هبوط مُستوى الشهراني والبريك (اللياقي) لا أن تُضعف دفاعك بسحب لاعب (محور) وإشراك لاعب تكثر منه الأخطاء.. والكُرات المقطوعة.. وصاحب نفس ( قصير) كالفرج.. وتلك الفجوة استغلها النصر جيداً.. بالسيطرة على وسط الملعب والمُباراة..! التراجع الهلالي وارتكاب العديد من الأخطاء في التغطية.. كان نتيجة بُعد مُدرب الهلال عن التفكير في أهمية الدور الذي يلعبه المحور الدفاعي.. وإصراره على بقاء (سالم) طوال المُباراة.. رغم تواضع أدائه.. وبُعده عن مُستواه..! ربما يقول البعض بأن الهلال (لو) سجّل هدفاً ثالثاً.. لاختلفت كُل الآراء.. وهذا صحيح ولكن الفريق لم يُسجِّل .. وبالتالي كان يستوجب من المُدرب التعامل المنهجي والمنطقي.. مع مثل هذه المُباريات الكبيرة.. وتكتيكاً يتبدل حسب المُعطيات التي أمامك.. ولكن خسيوس فشل تماماً.. وحينما نقول بأنه فشل.. ذلك كون الهلال مُتسيّداً في الشوط الأول.. ومُتقدماً بفارق هدفين.. وعليه أن يتنبه لضرورة تقسيم المهام الدفاعية والهجومية للاعبي وسطه.. وعدم (التهوين) من شأن المُنافس.. باستبدال لاعب كان مؤدياً دوره بإتقان دفاعياً وهجومياً.. فالنصر وجد نفسه مُسيطراً على وسط الملعب.. بتبديلات المُدرب الهلالي الخاطئة.. التي قادت فريقه للتعادل.. كما أن على الإدارة الهلالية حسم أمورها في لاعبيها غير السعوديين.. ونصفهم يستوجب تبديلهم في الفترة الشتوية..! التعاون يبحث عن جماهيره..! مسيرة التعاون في هذا الموسم.. تسير حتى اللحظة بالطريق الصحيح.. بعروضه الجميلة.. ونتائجه الجيدة.. ونجومه المُتميزين.. فالتعاونيون صنعوا بجهدهم ودعمهم وواقعيتهم.. فريقاً مُحترماً.. يُقدِّم المُتعة للمتابعين.. والفن الكروي الجميل..! والتعاون الذي يُقدِّم كُل تلك المُستويات الراقية.. ويصل لهذه المرحلة المُتقدِّمة في الأداء.. وصل لما وصل إليه.. كون هُناك أساس صحيح بُني عليه الفريق.. وما يُقدِّمه هو نتاج عمل مُخطَّط له.. وسياسة ناجحة ساروا عليها.. فمن يقوده إدارياً.. ويدعمه مادياً ومعنوياً.. أسماء مؤهله وكفؤه.. ويُقدِّرون المسؤولية بالمعنى الصحيح.. ويعملون لناديهم.. وتواصلهم مُستمر مع كُل من يشعرون بأنه سيخدم العمل بالنادي.. لا ينظرون إلا للمستقبل والمُستقبل فقط..! أدرك جيداً أن التعاونيين لن يتوقف طموحهم عند هذا الحد.. فهم سيستمرون في عملهم.. لمواصلة تقديم فريق مُتكامل.. لكن المطلوب من جماهير التعاون البُعد بعض الشيء عن الحسابات غير الواقعية.. وتحميل اللاعبين فوق طاقتهم بالمطالبة بالفوز في كُل لقاء.. كما أن جماهير التعاون دعمها ضروري للفريق في المرحلة القادمة.. فالحضور في المُدرجات بكثافة.. سيمنح فريقهم قوة إضافية.. وسيجعل كُل من يعمل لمضاعفة جُهده.. حينما يرى الجماهير تملأ الملعب بحضورها..!