بمناسبة الزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين لمنطقة الجوف، يسعدنا أن نعرض لأهم المواقع السياحية والمعالم بالمنطقة والتي يأتي في مقدمتها بحيرة دومة الجندل، وهي بحيرة طبيعية نشأت في دومة الجندل التابعة لمنطقة الجوف شمال المملكة، جراء تدفق مياه ري مزارع النخيل بالمحافظة. تعد بحيرة دومة الجندل البحيرة الطبيعية الوحيدة في الجزيرة العربية بصفة عامة والمملكة العربية السعودية بصفة خاصة، تقع البحيرة على مساحة كبيرة جداً على ضفاف مسجد عمر بن الخطاب وقلعة مارد التاريخية وتحفها الجبال من نواحٍ عدة، كما يشرف عليها من الجهة الغربية نخيل دومة الجندل وتتميز بحيرة دومة الجندل بأنها توجد في الصحراء، حيث نشأت من تدفق مياه مشروع الري الذي بدأ في عام 1987 وقد تشكلت البحيرة في منخفض من التلال المرتفعة من جميع جوانبها على مساحة تقدر بنحو مليون متر مربع غير منتظمة الأبعاد يتم تغذية البحيرة عن طريق المياه الجوفية ومياه المزارع الزائدة عن الحاجة والتي تصب في وسط هذه البحيرة وكذلك يزداد منسوبها مع هطول الأمطار فيها. بدأ تطوير بحيرة دومة الجندل إبتداء من عام 2006، وذلك بعد البدء بسفلتة الشوارع المحيطة بها ومن ثم رصفها وإنارتها ووضع سياج حديدي موازي لها. بعدها تم تركيب نافورة جميلة تعد ثاني أطول نافورة بالمملكة مع إيجاد عدد من المشاريع وهي المرسى والمطعم العائم. وأشارت دراسات أُجريت على البحيرة إلى أن ارتفاع بحيرة دومة الجندل عن سطح البحر يصل إلى 1928 قدم أي بمعدل 585 مترًا، وبلغ متوسط درجة حرارة الماء 18.7 درجة مئوية، ومتوسط درجة الحموضة لمياهها حوالي 7.4 رقم هيدروجيني، وتعتبر البحيرة مكانًا مثاليًا للتنوع الأحيائي، وتقدر مساحتها بحوالي مليون ومائة ألف متر مربع، بمحيط حوالي ثمانية كيلو مترات متفاوتة العمق، وتكثر فيها الطحالب والنباتات المائية، وتقع بين هضاب غير منتظمة الشكل يكثر فيها نبات الشورى ونبات التايفا، ويوجد في البحيرة العديد من الطيور المستوطنة ويرتادها بعض أنواع الطيور المهاجرة ويوجد فيها أيضًا استزراع الأسماك والكائنات المائية فيها وتبلغ طاقتها التخزينية حوالي 11 مليون متر مكعب من المياه سنويًا، ويتبخر كمية التغذية نفسها وتعد نسبة الأملاح مرتفعة كما أقيم فيها عدد من السباقات البحرية على مستوى الخليج العربي. وكذلك مسابقات الشراعية خاصة بمناطق المملكة. نبتة السمح نبتة «السمح» التي يقدمها أهالي الجوف لضيوفهم بصحبة التمر في الكثير من المناسبات الاجتماعية، حيث إن منطقة الجوف اشتهرت بنبتة السمح الصحراوية التي يتزامن خروجها مع نزول المطر الوسم، ولا تقطف حتى تيبس تمامًا، ومن ثم تجمع كزهور يابسة تسمى «الكعبر»، مبينًا أن «السمح» عبارة عن نبات عشبي حولي يصل لمرحلة النضج والحصاد بعد ما يقارب خمسة أشهر من خروجه ولا تفضله الحيوانات مُخضراً، وتبقى حيوية بذوره في التربة ممتدة لعشرات السنين وعند جمع أو حصاد هذه النبتة يقوم بفصل الورود (الكعبر) عن الأغصان ومن ثم يضعها في قدر طبخ كبير مليء بالماء ليوم كامل، حيث يتفتح الكعبر فور ملامسته للماء ويبدأ «الصبيب» الذي هو عبارة عن حبوب صغيرة تخرج بعد تفتح الكعبر بالترسب داخل الماء، ليطفو الكعبر ثم يستخرج ويوضع في مكان مفتوح ليتعرض لأشعة الشمس ويبقى مدة يوم أو أكثر حتى يجف وتأتي بعد ذلك مرحلة التصفية (الشخل) بطرق بدائية حيث يستخدم فيه المزارع (الشيلة أو الشماغ) بعدها يُحمس الكعبر حتى يتغير لونه للأحمر ومن ثم يطحن في مطاحن الدقيق ويصبح جاهزًا للاستخدام الجدير بالذكر أن «السمح» يستخدم كالبر في الكيك والخبز والعصيد، ويحمص لصناعة (البكيلة) وهي أكلة شعبية تشتهر بها الجوف وهي عبارة عن تمر (الحلوة) الذي يخلط مع السمح والسمن الطبيعي، كما أن بذور السمح تخفض من ضغط الدم وكذلك الكوليسترول كما أنها تحتوي على مضاد حيوي يعمل كمضادا لبكتريا من نوع Bacillus Subtilis. الجدير بالذكر أن نبتة السمح لا تظهر إلا بالجوف فقط.