ثم أغلق موظف الفندق خط الهاتف في وجه صديقتي بلباقة مصطنعة معتذرا أنه لا يتحدث العربية، وأن عليها أن تتكلم معه بالإنجليزية حتى يتسنى له فهمها وتلبية طلبها بعد ذلك، صديقتي كانت حانقة وهي تروي لي تلك القصة، لفتت انتباهي فجأة إلى معضلة متكررة لدى مجتماعاتنا العربية عموما ومجتمعنا السعودي خاصة، أرهقني ذهني في طرح الأسئلة تلك الليلة، لماذا يتوجب علي أن أتحدث بلغة غير لغتي وأنا في بلدي؟ ماهو هذا القانون الذي يحتم على المواطن السعودي أن يستخدم لغة غير العربية في بعض الأماكن العامة لأجل الحصول على الخدمات؟ ثم لماذا تستخدم بعض الأماكن العامة كالفنادق ونحوة لغة غير لغة البلد الأم؟ ولماذا هؤلاء الموظفون غير العرب في بلدنا ولايتحدثون بلغتنا؟ ولماذا يتوجب علينا نحن أن نغير لغتنا من أجلهم وليس هم من يتوجب عليه تغيير لغتهم لتتوافق مع لغة البلد المستضيف؟! ألسنا عندما نزورهم في بلادهم نغير لغتنا ونتحدث بلغتهم لنصل لمرحلة تفاهم معهم؟ ولأجل أن أكون أكثر دقة عند بحثي حول هذا الموضوع رأيت أن هناك بعض الفنادق الكبيرة (الفخمة) هي الفنادق الوحيدة تقريبا التي تلزم عامليها بإتقان أكثر من لغة ومن ضمن أبرز خدماتها لزبائنها فهي توفر 4 لغات تقريبا من ضمنها العربية، لكن الإشكالية أنني كمواطن عادي من ذوي الدخل المحدود لا أستطيع مثلا النزول في أحد تلك الفنادق ذات الأربع لغات، فماذا علي أن أفعل حينها؟، على كل هؤلاء المقيمين أيا كان جنسهم وعرقهم أن يعلموا أنه مادام مقيما في هذا البلد فإنه ملزم بتعلم لغتها العربية سواء كان تعلما شخصيا أم ملزما من الجهة التي عينته عاملا لديها، وأن يعلم كل العلم أن هذا البلد بمرافقه ومواطنيه ليسوا ملزمين بتغيير لغتهم العربية لأجله هو، نحن بهذا نساهم في إيصال رسالتنا الإيجابية المبطنة(اللغة العربية هي لغة الدين الإسلامي وهي اللغة التي أنزل الله بها كتابه)، محافظتنا على هذه اللغة هي محافظة على الهوية أصلا، ليست مجرد لغة أو كلمات عابرة أو عمل وتعامل، كل ماعليك فعله أن تكون واثقا من نفسك عند التحدث بالعربية مع مثل هؤلاء، احترامك للغتك لايقلل من شأنك، أنت مسلم عربي سعودي ! كن كذلك حقا. ** ** - عزيزة الدوسري