بحلول عام 2022 سيحل أخونا «الروبوت» ضيفا ثقيلا على قلوب العاملين في العالم، حيث سيفقد البشر 75 مليون وظيفة تقليدية لصالح الروبوت، وسينعم هو وقبيلته من الروبوتات بفرص عمل جديدة، لكن في المقابل سيوفر الاعتماد على الروبوتات 133 مليون فرصة عمل في سوق العمل العالمي، بحسب تقرير حديث للمنتدى الاقتصادي العالمي. العناوين المتشائمة حول هذا التقرير ركزت على منافسة ومزاحمة الروبوت للجنس البشري، وانتزاع الوظائف في السنوات القادمة من الإنسان، ليردد الإنسان بين نفسه: يا زمن «الروبوت» وش بقى ما ظهر! فليس سهلا أن يتحول الإنسان من منتج إلى عاطل بفضل التكنولوجيا والتقنية المتطورة، التي وفرت بديلا أذكى وأسرع وأرخص في تأدية المهام الوظيفية. لكن في المقابل التقرير يبعث الأمل في مساعدة الروبوت للجنس البشري، في خلق فرص عمل جديدة مساندة أو أساسية لعمل الروبوت، رغم تهديده للوظائف التقليدية في أغلب المجالات. فهل سيهدد الروبوت الصحفي في عمله الإعلامي؟ الحقل الإعلامي من المجالات التي أخذ فيها الروبوت دوره الكامل في بعض المهام، فعلى سبيل المثال بادرت وكالة الاسوشيتد برس في توظيف الرجل الآلي الذي تفوق إنتاجيته الصحفي البشري في كتابة الأخبار، وخصوصا في المجال الاقتصادي، حيث أنتجت حوالي 3000 مقالة عن أرباح الشركات، وقد قللت تلك الخطوة من معدل الأخطاء البشرية، وزادت من الإنتاج بأكثر من عشرة أضعاف، كما منحت تلك التجربة الفرصة للصحفيين لإنتاج قصص أخرى في مجالات متعددة، وبجودة أعلى. صحيفة الواشنطن بوست استخدمت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي منذ 2016، وأنتجت حوالي 850 تقريرا في عام واحد، لتغطية أخبار الأولمبياد، وسباقات الكونجرس والانتخابات، وإنتاج بعض التغريدات على حسابهم في تويتر، كما استخدمت مجلة فوربس الذكاء الاصطناعي في إنتاج تقارير وأخبار من البيانات المتوفرة ومقالات سابقة، ومثلها استخدمت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الروبوت في رصد وإذاعة الأخبار عن الزلازل باستخدام البيانات المرتبطة بموقع المسح الجيولوجي الأمريكي. كل تلك التجارب الصحفية التي يلعب فيها الروبوت دورا جديدا، قد تخلق الذعر وربما اليأس في نفوس الصحفيين الذين يَرَوْن أن دورهم قد يطويه الذكاء الاصطناعي، ويصبح وجودهم استثناءا مقارنة بالروبوت المنتج والفاعل بلا كلل أو ملل، لكن الواقع لمن يقرأه جيدا، يرى أن الروبوت سيمنح العاملين وقتا كافيا للتفرغ للبحث والكتابة، وخلق وإنتاج مواد صحفية أعلى جودة، مقارنة بالواقع الذي عادة يفرض على الصحفي عددا معينا، ونوعا محددا من الإنتاجية للنشر. ولنا في تجربة الأسوشيتد برس أسوة حسنة في توظيف الذكاء الاصطناعي وفرصة ذهبية، ليتفرغ العاملون لديها بالبحث عن قصة فريدة تروى، أو لقطة مثيرة تنشر، لا يمكن للروبوت أن يقدمها للجمهور، فالتقارير التلقائية التي تنتج من البيانات دون تدخل بشري هي مهمة الروبوت، وخلق القصص الفريدة هي مهمة الصحفي الحقيقية. حتى الآن لا توجد في التجارب الصحفية السابقة، وظيفة صحفية مفقودة لصالح الروبوتات، فالكل يعمل جنبا إلى جانب في تناغم وتكامل، لكن في المستقبل مع النمو الهائل والمذهل للصحفي للروبوت، من يدري ربما نحظى بمزاملة الصحفي الروبوت ؟!، أو نجاور كاتبا آليا على صفحات الصحف عما قريب؟! أو نكتفي بقراءة ما ينتجه الروبوت ونحن في منازلنا نبحث عن عمل!! لنتابع ونرى..