جاء اتصاله مبكراً صباح يوم الثلاثاء الماضي معقباً على زاويتي «رذاذ» التي نشرت في هذه الصحيفة يوم الثلاثاء تحت عنوان (الأبناء والصيف والعمل)، مشيداً بطرحي المتواضع حول أهمية استغلال أيام الإجازة. وخصوصا أن أجازة الأبناء والبنات إجازة طويلة ما شاء الله. وكان استفساره كيف يكتشف صاحبنا موهبة أولاده وبناته وكيف بعد ذلك يرعاهم. وأخبرته وبتواضغ أنني لست خبيراً في مجال اكتشاف المواهب لكن هذا لا يمنع أن أقول عادة ما أعرفه وما سبق وأن اطلعت عليه هنا أو هناك أو من بقايا القراءات الدائمة التي تعودت عليها في مختلف المجالات. المهم أشرت إليه أن الأب أو الأم هما الأقرب إلى اكتشاف موهبة ابنهم أو ابنتهم الموهوبة أو التي تحمل علامات نبوغ ما. من خلال اهتمامها بما يمارسانه في حياتهما اليومية مثل الذي يعشق ألعاب الكومبيوتر وبات مدمناً عليها. فكذلك الذي يهوى أو يميل إلى ممارسة هواية ما تجده يكرّس جلَّ وقته في الاهتمام بها منذ لحظات استيقاظه من النوم حتى وقت متأخر من الليل، بل إنك تجده أحياناً لا يهتم بطعامه أو شرابه كاهتمامه بممارسة هوايته وعشقه، بل إنك تستطيع أن تكتشف أن مفردات لغته الأجنبية باتت أفضل بكثير ممن هم في عمره بمعنى أن قاموس مفرداته اللغوية الأجنبية تنمو كل يوم وهذا دليل ممتاز على نبوغه واستيعابه لما يمارسه من هواية لذلك على الأم أو الأب أن يسعيا إلى التركيز على تنمية مهارته واهتماماته في هذا المجال المحبب له فيزوّدانه بكل ما من شأنه يضاعف من معلوماته المعرفية في هذا الجانب مع منحه مزيداً من الحب والتقدير وحتى تقديم مكافأة ما حتى ولو كانت بسيطة تشعره بأن يحظى بالتقدير والاهتمام وهذا التقدير سوف يكون له حافزاً على المزيد من التركيز والتفوق في مجال هوايته ولقد لاحظنا أن العديد من أبناء وبنات الوطن وحتى الدول الأخرى الذين استطاعوا أن يحققوا النبوغ والابتكار كان ذلك نتيجة طبيعية لاهتمامهم بهواياتهم ومتابعة أولياء أمورهم والاستغلال الجيد لأوقات الفراغ خصوصاً في مثل هذه الأيام «أيام الإجازات المدرسية» فهي مجال واسع للتدريب والتمرين والتعلّم والتفوّق. وكل طفل حظى باهتمام والديه ومنذ وقت مبكر من خلال العناية والمراقبة الطبيعية وغير المباشرة سوف يكون له يوماً ما شأن عظيم . ويشير العلماء إلى أن الذكاء والعبقرية هي قدرة فطرية تتدخل فيها العوامل الوراثية إلى حد كبير. لذلك وكما قال مرة «أنشتاين»: (علينا أن نختار الزوجة الصالحة ومن بيت يتسم بالذكاء والفطنة فسوف ينعكس هذا الاختيار على الأبناء في المستقبل). كذلك هناك علامات نبوغ تميز الآخرين عن غيرهم في مجالات عديدة لو بحثنا عن أمثلة عن ذلك وفي مختلف جوانب الحياة لوجدنا أمامنا مئات الألوف من العباقرة في العالم كانوا ومنذ الصغر قد اتسموا بعلامات الذكاء والنبوغ والتميز. المهم أن نراقب عن كثب الأبناء فربما وجدنا بيننا طفلاً ذكياً وعبقرياً. يحتاج منا فقط المزيد من الرعاية والاهتمام والتقدير.. وأخير الموهبة كما يُقال تفرض نفسها أنها تنضح مثل الأرض الطيِّبة بالخير والعطاء.