يقول قادة أوروبا إنهم تخلصوا من أي أوهام عن دونالد ترامب في الوقت الذي يستعدون فيه لاستقبال الرئيس الأمريكي في قمة حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع لكنهم يخشون أن يؤدي تركيزه على المصالح الأمريكية إلى ساعة حساب لا يستفيد منها أحد. وقد حذّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في خطاب ألقاه في الآونة الأخيرة من أن «أعمدة الثقة تتداعى» وذلك في تلميح إلى الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي المبرم مع إيران في 2015 والرسوم على صادرات المعادن الأوروبية والتهديد بفرض رسوم أخرى على السيارات. أما فيما يتعلق بروسيا خصم حلف شمال الأطلسي القديم فقد أطلقت الإدارة الأمريكية رسائل متباينة وذلك بتكثيف الحشد العسكري الأمريكي في أوروبا وفي الوقت نفسه توجيه انتقادات شديدة لأعضاء الحلف فيما يتعلق بإنفاقهم العسكري وتقاعسها عن التنسيق في فرض عقوبات جديدة على موسكو في 2017. وأشار الرئيس الأمريكي، الزعيم الفعلي للحلف الذي تأسس قبل 70 عاما، إلى ما ستركز عليه رسالته في القمة التي تبدأ يوم الأربعاء وتستغرق يومين وتتلخص في ضرورة أن تزيد الحكومات الأخرى إنفاقها العسكري بشكل كبير وتخفض الرسوم على الواردات. وقال ترامب في لقاء شعبي «سأقول لحلف الأطلسي: عليكم أن تبدأوا دفع فواتيركم. فالولايات المتحدة لن تتكفل بكل شيء. إنهم يفتكون بنا في التجارة». ولا يفتأ المسؤولون والساسة الأمريكيون يقولون إن واشنطن تنفق 70 في المئة من ميزانيتها الدفاعية على حلف شمال الأطلسي غير أن أوروبا تدحض هذا الزعم تماماً. وقال مسؤول أوروبي كبير إن الرقم أقرب إلى 15 في المئة. ويصر مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن الرسوم التي يفرضها الاتحاد على معظم الواردات الأمريكية منخفضة بالفعل. وقال دبلوماسيون في حلف شمال الأطلسي إنه إذا ما انتهت قمة الحلف نهاية مأساوية فقد تكون نظرة عامة الناس لها أسوأ من نظرتهم لقمة مجموعة السبع التي انتهت بخلافات خاصة إذا ما انعقد الاجتماع المقرر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي يوم 16 يوليو في جو أكثر ألفة. وقال ويس ميتشل مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأوروبية إن ترامب ينهج نهجاً جديداً في المشاكل التي ازدادت تعقيداً على مر السنين مثل عملية السلام في الشرق الأوسط حتى إذا كان ذلك معناه الانفراد بمحاولة تسويتها. وقال ميتشل «نأمل في تصرفاتنا أن نحفز رداً متعدد الأطراف لمعالجة بعض من أصعب التحديات التي تواجه العالم».