عُقدت ندوة عمل لشرح خطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن، شارك فيها السفير السعودي لدى اليمن محمد سعيد آل جابر، والعقيد تركي المالكي، والأستاذ ناصر السبيعي، والعميد مبارك الزهراني، والقائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية لدى اليمن. وقد تم مناقشة جهود دول التحالف في إيصال المساعدات، وإسهامات مركز الملك سلمان للإعاقة والعمليات الإنسانية التي تتم في اليمن، من خلال حضور عدد من المنظمات الدولية والإغاثية. السفير السعودي لدى اليمن وقد استعرض السفير السعودي لدى اليمن آل جابر المساعدات، وقال: نرحب بمندوبي الهيئات الحاضرين في هذه الورشة وبجهودهم لدعم الإغاثة في اليمن. واستعرض آل جابر جهود المملكة ودول التحالف في دعم الشرعية في اليمن منذ أن جاءت الحكومة الشرعية إلى اليمن، وطلبها المساعدات، ودحر المليشيات التي احتلت صنعاء والمدن اليمنية. وقال إن المليشيات الحوثية رفضت كل القرارات، وتعمدت نشر الفوضى والإرهاب في اليمن، وأرعبت الشعب، وأوجدت المجاعة. وبيَّن أن المملكة منذ عام 2016م بدأت بالأعمال الإغاثية، ومنذ عام 2014 إلى 2017 قدمت المملكة 8 مليارات دولار لأعمال الإغاثة في اليمن. ورغم احتلال الحوثيين المناطق إلا أن المملكة استطاعت تقديم المعونة لهذا الشعب الشقيق. وإن الشعب اليمني في حاجة ماسة للإسراع في تقديم كل عون لهم. وبيَّن آل جابر أن الحوثيين يحتلون مناطق يمنية وبعض الموانئ، وهم يهربون الأسلحة والذخيرة. وأشار آل جابر إلى جهود دول التحالف في تحسين الأوضاع في اليمن؛ إذ أعلنوا الخطة الشاملة للإغاثة. وقد تجاوزت المساعدات تقديم العون الغذائي إلى تقديم مساعدات أخرى، مثل المساعدات الطبية وزيادة المعونات المقدَّمة للمتضررين، وزيادة حجم المساعدات وإدخالها للشعب اليمني من خلال تحسين الموانئ اليمنية.. وفي خطتنا تسيير مجموعة من الشاحنات عبر الموانئ البرية بالتعاون مع إخوتنا في دولة الإمارات، وإعادة بناء ميناء المخا خلال شهرين، وزيادة المداخل البرية لنقل المعونات من نجران إلى صعدة ومطار جازان. كما أن هناك 24 رحلة يوميًّا من الرياض إلى مأرب محمَّلة بالمواد الغذائية والمساعدات. وأشار إلى أن هذه المساعدات شملت حتى المناطق التي يوجد بها الحوثيون. ورحَّب السفير آل جابر بمشاركة أي منظمة إنسانية ترغب في تقديم المساعدات للشعب اليمني مؤكدًا أن التحالف العربي سوف يقدم لها كل التسهيلات.. نافيًا ما أشارت إليه بعض المنظمات من أن حجم المساعدات أقل، مؤكدًا أنها أكثر بكثير مما تشير إليه بعض المنظمات؛ إذ إن حجم هذه المساعدات بملايين الأطنان التي وصلت إلى الموانئ اليمنية. مشيرًا إلى أن إمدادات الوقود وحدها بلغت 150 ألف طن. وكشف آل جابر أن المملكة قدمت مليارَي دولار للبنك المركزي اليمني، إضافة إلى مليار دولار في العام الماضي. كما أن المملكة والإمارات تقدمان الدعم المتواصل للأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها. وأكد السفير السعودي دفع 70 مليون دولار لإعادة بناء الموانئ اليمنية، إضافة إلى 15 مليون دولار لصيانة الطرق والمرافق المختلفة. وأوضح أن إجمالي قيمة المساعدات التي قُدمت إلى اليمن يبلغ 13 مليار دولار حتى الآن لدعم الاقتصاد اليمني وتقديم المساعدات الإنسانية وبناء الطرق والخدمات الصحية والتعليمية، وذلك منذ عام 2014 حتى الآن. المتحدث باسم قوات التحالف وأكد المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي أن الأوضاع في اليمن قبل التحالف كانت سيئة جدًّا، ولكنها تحسنت كثيرًا بفضل ما تقوم به دول التحالف من دعم الشرعية، ودحر الحوثيين في بعض المناطق والموانئ التي كانت تحت سيطرة الحوثيين.. موضحًا أن دور التحالف ليس عسكريًّا فقط بل إنسانيًّا وإنمائيًّا؛ إذ تعمل دول التحالف على تسهيل المنافذ والمطارات والموانئ لدخول المساعدات التي يستفيد منها الشعب اليمني؛ إذ كان الحوثيون يمنعون وصول هذه المساعدات. مؤكدًا أن التحالف يسهم في إبعاد المتضررين من المناطق الخطرة، وإيوائهم، وتقديم العون لهم من خلال إسقاط الإغاثة للمتضررين عبر الطائرات. وهذه العمليات ليست سهلة، ولكن جهود دول التحالف أسهمت في إيصال هذه المساعدات، ونقلها داخل المحافظات اليمنية. موضحًا أن عدد الفسوحات التي صدرت حتى الآن بلغ 6248؛ وذلك لتأمين حركة قوافل الإغاثة في المناطق المتضررة.. وهي عملية ليست سهلة في ظل مقاومة الحوثيين لأعمال الإغاثة. موضحًا أن الحوثيين خلال الأسبوع الماضي منعوا تحرُّك عدد من المنظمات خارج صنعاء. ونفى المالك ما يتردد حول استهداف المواقع المدنية، مشيرًا إلى أن التركيز على الأماكن التي يتحصن فيها الحوثيون، ومؤكدًا أن قوات التحالف تعمل وفق القوانين الدولية، وتتجنب وقوع أي أخطاء، وأن ما يتردد في بعض وسائل الإعلام حول هذا الأمر غير صحيح، وأنه لا يوجد في العالم أي حروب دون حدوث أي أخطاء، ولكن أخطاء التحالف أقل مما يحدث في الحروب التي تشهدها مناطق العالم المختلفة، وأن أي ادعاءات تدرسها، وتتعامل معها بالجدية المطلوبة، وتتحرى حولها، وتقيِّم أي أخطاء تحدث.. مبينًا أن الحوثيين هم من يعرقلون عمل المنظمات الدولية في المناطق اليمنية؛ وهو ما يشكِّل تحديًا للمجتمع الدولي. وأضاف: نحن في التحالف نعمل من خلال اتجاهين، هما طرد المليشيات الحوثية، وإعادة الشرعية وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية. القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية في اليمن السيد/ ماثيو تويلر قال: الأوضاع في اليمن معقدة جدًّا فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية؛ وذلك لأن الكثافة السكانية في اليمن عالية، كما أن منظمات الأممالمتحدة تعمل في ظل أوضاع أمنية سيئة. والوضع الاقتصادي في اليمن تدهور كثيرًا بسبب الحرب؛ ولذلك فإن نسبة السكان المعرضين للخطر في زيادة؛ وهو ما يجعلنا نركز على خفض هذه المعاناة قدر الإمكان. وأوضح السفير الأمريكي أن التركيز منصبٌّ على تقديم المساعدات الإنسانية والطبية، وأن الجالية اليمنية التي تعمل في المملكة أسهمت في تخفيف معاناة عائلاتهم في اليمن، وهم بالملايين. مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية قدمت الكثير للشعب اليمني، مثل تقديم العون المباشر، وتمويل منظمات إغاثية كثيرة، وتسهيل عمل اليمنيين بالمملكة.