إن المتتبع لمسيرة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منذ توليه ولاية العهد يوقن بأنها خطى ثابتة وتسير بثقة ومهنية نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 لتسهم المملكة من خلال دورها الإيجابي والمتميز في التنمية المستدامة ليس على مستوى تطور وتنمية الوطن ومواطنيه فحسب بل لاستدامة تنموية دولية شاملة. عمل مؤسسي وبمؤشرات رقابة وقياس أداء ومتابعة وشفافية لتحقيق أهداف مرحلية وإستراتيجية الواحد تلو الآخر ومن تلك الأهداف الاستراتيجية المنشودة والرامية إلى تنمية مستدامة وطنياً وعالمياً «الشراكة من أجل التنمية المستدامة» والداعية إلى قيام شراكات واتفاقيات دولية قوية ومثمرة من شأنها تعزيز التنمية المستدامة محلياً ودولياً على كافة الأصعدة منها المالية وتقنية المعلومات والاتصالات والتجارة إحساساً من المملكة العربية السعودية بمسؤوليتها تجاه مواطنيها ومواطني العالم. ومن منطلق مرتكز على العمق العربي والإسلامي والقوة الاستثمارية والموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية تنقل سمو ولي العهد بين أكبر الدول العربية وهي الشقيقة جمهورية مصر العربية وبين كبريات الدول الأجنبية فزار بريطانيا العظمي وهي الصديقة واستقبل فيها على أعلى مستوى دبلوماسي حيث التقى برئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة وملكة بريطانيا اليزابيث الثانية بالإضافة إلى العديد من مسؤولي الدولتين. وهذا يدل على مكانة المملكة وثقلها الدولي العالمي. انتقل بعدها حفظه الله إلى الولاياتالمتحدة ليقابل من أعلى سلطة فيها وهو الرئيس ترامب وكبريات الشركات والمؤسسات للمزيد من الاتفاقيات الدولية والشراكات الاستراتيجية الحيوية المساهمة بشكل مباشر في تحقيق رؤية المملكة انتقالا إلى فرنسا ومن بعدها تمت دعوة سموه الكريم في محطته الدولية الأخيرة للتوجه إلى إسبانيا. ملفات عديدة نوقشت مهامها منها أمنية تتعلق بمحاربة الإرهاب وأخرى سيعود نفعها على الوطن في المجال العسكري ومجال الطاقة والصحة وكذلك بناء القدرات والتجارة والمجال التقني وحماية البيئة وفي الترفيه والرياضة، اتفاقيات بين صناديق استثمارات دولية بالتعاون مع صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية واتفاقيات هادفة طويلة المدى بخصوص الاستثمار الأجنبي. لقاءات واجتماعات متواصلة بدون كلل أو ملل وتنقل من دولة إلى أخرى ومن مدينة إلى غيرها بخطط طموحة وإنجازات غير مسبوقة فقد تناول يحفظه الله خطة المملكة التنموية لأعوام عديدة قادمة بسرعة فائقة تعوض ما كان قد تأخر إنجازه خلال الثلاثة عقود الماضية لسبب أو لآخر فها هي الحياة الطبيعية تعود كما كانت متوجة بمستجدات المرحلة على كافة الأصعدة، ولم تقتصر جهود على تلك الدولية فقد شارك سموه ومباشرة بعد عودته بساعات في القمة العربية في المنطقة الشرقية. بارك الله فيه وفي جهوده إِذ إن سموه الكريم فعلياً يقود بعزيمة الثلاثين وحكمة الستين. جهود جبارة وطموح حدوده السماء وعمل مقنن ودؤوب لمجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح لتصبح المملكة العربية السعودية بحول الله في أحد المراكز الخمسة عشرة كقوة اقتصادية عالمية ولتكون في أحد المراكز العشرة الأولى في مؤشر التنافسية العالمي بحلول عام 2030 بإذن الله.