الهلال بطلاً للدوري السعودي لهذا الموسم لا جديد يُذكر، أمر اعتاد عليه الهلاليون منذ أن تأسس ناديهم، الذي يعد صديقاً دائماً لمنصات الذهب والبطولات، وهو منافس ثابت على البطولات والبقية متحركون ويتبادلون الأدوار لمنافسته ورغم هذا استمر الهلال في الصدارة كأكثر نادي سعودي حصداً للألقاب والبطولات. لقب الدوري الذي أضافه زعيم آسيا لخزائنه في هذا الموسم، أعتقد أنه جاء وسط ظروف صعبة جداً وتقلبات عاشها الكيان الهلالي لو قدر ومر فيها أي نادي آخر غيره لما حقق اللقب، ولكن لأنه الهلال الذي يعشق الصعاب ويعرف طريق البطولات جيداً نجح في تطويع لقب الدوري له رغم جميع العراقيل التي وضعت في طريقه لعله يتعثر ويفقد اللقب، إلا أنها محاولات كان مصيرها الفشل وتكسرت أمام إصرار وعزيمة لاعبي الهلال وروح مدرجه المهيب. ولعل أكثر ما تميزت فيه الليلة التاريخية التي توج فيها الزعيم باللقب برباعية بمرمى الفتح، هي ثقافة الفرح الهلالية التي أعقبت تتويج لاعبي الزعيم بكأس الدوري، فمع الفرحة الهلالية الكبرى لم نشاهد ظاهرة ثقافة دق الخشوم التي انتشرت مؤخراً مع بعض الأندية المحرومة والبعيدة عن البطولات، فما شاهدنه هو فرح هلالي راقي فيما بينهم ومع جماهيرهم الغفيرة التي حضرت اللقاء، وهذا هو ديدن الهلاليين مع كل لقب يحققونه، لأنهم باختصار اعتادوا على الفرح والذهب والبطولات، وهي ثقافة هلالية تتوارثها الأجيال الهلالية من جيل إلى آخر. ثقافة الفرح الهلالية الراقية والمحترمة فرصة لبعض المتعصبين الذين يغذون المدرج السعودي ببعض التصرفات الصبيانية بأن يتعلموا من الهلاليين كيف يفرحون ويتواضعون عند الانتصار مثلهم ويحتفلون بكل رقي، لكن من الصعوبة على البعض أن يستوعبوا هذه الثقافة بسبب أن بطولاتهم دائماً ما يحققونها من سنوات إلى سنوات، لذا فالحرمان والبعد يجعل ثقافة الفرح الراقي غير موجودة في قواميسهم. كما أن رئيس الهلال الأمير نواف بن سعد وأعضاء مجلس إدارته لم يملأوا الدنيا ضجيجاً بتصريحات لا مسئولة بعد التتويج باللقب، بل على العكس اختفوا عن المشهد الإعلامي تماماً تاركين المساحة لأصحاب الإنجاز الحقيقي اللاعبين ليتحدثوا ويعبروا عن فرحتهم بهذا المنجز. ثقافة الهلال في كل شيء عنوانها الرقي دائماً وهو أحد أسرار التفوق والسيطرة الهلالية وهيمنته على معظم البطولات السعودية، فالعقلاء والمحايدون يسعدون دائماً عندما ينتصر الهلال لأنهم يريدون أن تنتشر الثقافة الهلالية الراقية بين النشء والصغار لكي نصنع جيلاً يؤمن بمقولة «تواضع عند الفوز وابتسم عند الخسارة»، والهلاليون خير من يطبق هذه المقولة الشهيرة.