بدأت أمس أعمال القمة العربية في دورتها العادية التاسعة والعشرين بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران، وتليت في بداية أعمال القمة آيات من القرآن الكريم. ثم ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية رئيس القمة العربية السابقة كلمة أعرب فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على حسن الاستقبال وكرم الضيافة. بعد ذلك تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئاسة الدورة العادية التاسعة والعشرين للقمة العربية. وألقى خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- الكلمة التالية: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية.. الإخوة الحضور.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: يطيب لي في مستهل اجتماعات هذه الدورة أن أرحب بكم جميعاً في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، متمنياً لقمتنا التوفيق والنجاح. كما أتقدم بالشكر والتقدير لجلالة أخي الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لما بذله من جهود مميزة خلال رئاسته للدورة السابقة، والشكر موصول لمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، وللعاملين كافة بها على ما يبذلونه من جهود. أيها الإخوة الكرام.. إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك، حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وإننا إذ نجدد التعبير عن استنكارنا ورفضنا لقرار الإدارة الأمريكية المتعلق بالقدس، فإننا ننوه ونشيد بالإجماع الدولي الرافض له، ونؤكد أن القدسالشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية. وفي الشأن اليمني فإننا نؤكد التزامنا بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وأمنه وسلامة أراضيه. كما نؤيد كل الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل تنفيذاً لقرار مجلس الأمن (2216). وندعو المجتمع الدولي للعمل على تهيئة السبل كافة لوصول المساعدات الإنسانية لمختلف المناطق اليمنية. ونحمل الميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران كامل المسؤولية حيال نشوء واستمرار الأزمة اليمنية والمعاناة الإنسانية التي عصفت باليمن. ونرحب بالبيان الصادر عن مجلس الأمن الذي أدان بشدة إطلاق ميليشيات الحوثي الإرهابية صواريخ باليستية إيرانية الصنع تجاه المدن السعودية. تلك الصواريخ التي وصلت إلى (119) صاروخاً، ثلاثة منها استهدفت مكةالمكرمة، برهنت للمجتمع الدولي مجدداً على خطورة السلوك الإيراني في المنطقة وانتهاكه لمبادئ القانون الدولي ومجافاته للقيم والأخلاق وحسن الجوار، ونطالب بموقف أممي حاسم تجاه ذلك. وفي الشأن الليبي، فإن دعم مؤسسات الدولة الشرعية، والتمسك باتفاق الصخيرات هما الأساس لحل الأزمة الليبية، والحفاظ على وحدة ليبيا وتحصينها من التدخل الأجنبي واجتثاث العنف والإرهاب. الحضور الكرام.. إن من أخطر ما يواجهه عالمنا اليوم هو تحدي الإرهاب الذي تحالف مع التطرف والطائفية لينتج صراعات داخلية اكتوت بنارها العديد من الدول العربية. ونجدد في هذا الخصوص الإدانة الشديدة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة العربية، ونرفض تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية. وندين محاولاتها العدائية الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية لما يمثله ذلك من تهديد للأمن القومي العربي وانتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي. وإيماناً منا بأن الأمن القومي العربي منظومة متكاملة لا تقبل التجزئة، فقد طرحنا أمامكم مبادرة للتعامل مع التحديات التي تواجهها الدول العربية بعنوان (تعزيز الأمن القومي العربي لمواجهة التحديات المشتركة)، مؤكدين على أهمية تطوير جامعة الدول العربية ومنظومتها. كما نرحب بما توافقت عليه الآراء بشأن إقامة القمة العربية الثقافية، آملين أن تسهم في دفع عجلة الثقافة العربية الإسلامية. وفي الختام، أؤكد لكم أن أمتنا العربية ستظل -بإذن الله- رغم أي ظروف عصية برجالها ونسائها، طامحة بشبابها وشاباتها، ونسألُ المولى -عز وجل- أن يوفقنا لتحقيق ما تصبو إليه شعوبنا من أمن واستقرار ورخاء لنصل بأمتنا إلى المكانة الجديرة بها في العالم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.