لم تأخذ الأغنية اليمنية حقها من الانتشار والمعرفة والتداول برغم جمال وفصاحة اللهجة اليمنية وهدوئها واكتفائها بأقل الآلات الموسيقية وأشهرها كالعود على سبيل المثال فمن يجيد العزف بمهارة فائقة كأيوب طارش وفيصل علوي ومحمدالحارثي وأحمد السنيدار وفؤاد الكبسي وحسين محب، حتى إنك تشعر بأن العود واليمني توأمان. في الواقع إنني لم أستمع حتى اليوم إلى أغنية يمنية ساذجة شعريا، وهو مايثير في نفسي الذهول، ومن أبرز الشعراء الغنائيين في العصر الحديث عبدالله عبدالوهاب نعمان الذي يكتب للحب حتى تكاد أن تظن انه لايكتب لغيره وحينما يكتب للوطن تتخيل أن شعره كله وطني. يكتب بإحساسه فيعطي هذه الأحاسيس لأيوب فيزيدها ايوب عمقا وعاطفة بلحنه وأدائه (تبكي معي أعماق روحي كلّما أبكي عليك وتردني الأشواق من عندك وترجع بي إليك ما عاش بي حسي ولا نفسي أوت إلاّ لديك) ومن أولئك الذين يمتلكون تلك الطاقات الإبداعية الفنية الخلاقة الشاعر حسين المحضار الذي غنى له أشهر الفنانين في الخليج واعتبر مطورا للأغنية الحضرمية، وأجزم بأن أغنية (باشل حبك معي) التي كتبها المحضار وغناها المطرب أبو بكر سالم فعلاوة على جودة أدائه وصلت تلك الأغنية إلى الأعماق بسبب فطريتها وصدقها ومن كلماتها: (بشل حبك معي بلقيه زادي، ومرافقي في السفر وبتلذذ بحبك في بلادي في مقيلي والسمر وانت عسى عاد تذكر ودادي وان قد تناسيت ياما ناس جم مثلك تناسوا الوداد في خير انت وانا بنلتقي في سعاد) ولقد غنى من شعر حسين المحضار مطربون سعوديون معروفون منهم محمد عبده أغنية (درب المحبة) التي من كلماتها: (وينك يادرب المحبة. هل أقفلوك الحبايب كذبوا علي ألف كذبة ظنوني في الحب كاذب) إنها الروح اليمنية بكل بساطتها وجمالياتها وسحرها وشاعريتها في الصوت والأداء والكلمة ورهافة الحس ومعناه. ** **