قتل 37 مدنياً في قصف روسي استهدف ليلاً بلدة عربين في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الجمعة. وحصل القصف قبل موعد تنفيذ وقف اطلاق النار عند منتصف الليل في جنوب الغوطة الشرقية حيث تقع عربين، والذي أعلن عنه فصيل فيلق الرحمن المسيطر على تلك المنطقة مساء الخميس تمهيداً لاجراء «مفاوضات نهائية» مع روسيا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن «القصف الروسي بالغارات والقنابل الحارقة تسبب بمقتل هؤلاء المدنيين في الأقبية حرقاً او اختناقاً»، مشيراً إلى أن فرق الإنقاذ لم تتمكن من انتشالهم سوى في وقت لاحق خلال الليل وفجر الجمعة. وكانت موسكو أعلنت قبل أكثر من أسبوع أن طائراتها لا تتدخل في العملية العسكرية على الغوطة الشرقية. وكتبت منظمة «الخوذ البيضاء»، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، في تغريدة على حسابها على موقع «تويتر» أن الهجوم نُفّذ ب«أسلحة نابالم». وأشار الدفاع المدني الى أن معظم الضحايا من النساء والأطفال. ونشرت صورة تُظهر ثلاثة رجال انقاذ يرتدون أقنعة وقاية وينتشلون جثة متفحمة، في جانبها جثة أخرى تم لفّها بقماش أبيض، فيما بدت ألسنة النار مشتعلة إلى جانب الجثث الملقاة على الأرض. وتشن قوات النظام منذ 18 شباط/فبراير هجوماً عنيفاً على الغوطة الشرقية بدأ بقصف عنيف ترافق لاحقاً مع هجوم بري تمكنت خلاله من السيطرة على اكثر من ثمانين في المئة من هذه المنطقة التي تتعرض منذ 2012 لقصف جوي منتظم تسبب بمقتل الآلاف. ومع سقوط المزيد من الضحايا، ارتفعت حصيلة القتلى في الغوطة الشرقية إلى 1630 مدنياً بينهم أكثر من 320 طفلاً.