الأغاريد التي تترد في وجداني تستعد لتغيير نظرتي في الجمود الذي يقترح علي رفقته ولا أريد، أرغب في مرافقة الأغاريد لأنسى أوهاما تدفعني إليها وأدفعها عني إنه صراع مستمر بيننا لا أطيق الاستمرار فيه وأستعين بما ينتشلني منه عنوة. مثلما يتأثر المعنى بالصورة الشعرية أتأثر بالأغاريد التي أفقهها والتي لا أفقهها أيضًا. فكأن بيننا نغمة حب كونية، أريد أن أروي لكل شيء تفاصيل يومياتي وأنا أدون كل تفاهاتها وحيرتي وأشدني من خصبها. الذي يتسكع في حاضري ويشرح مستقبلي. أريد أن أكتب عن ذكرياتي المضنية بكل تشنجاتي وأحلامي لن أتوارى عما يشغلني في لحظاتي دونما سبب واضح. لم أعش عبثًا لأصير صورة عن أجدادي فأجدادي رحلوا بحلوهم ومرهم. لا أريد أن أجامل في محاولة استحضارهم وليسوا هم من صنعني بل إنني أنا التي صنعت نفسي. أريد أن ألفظهم من كل جوارحي فنفسي لم تعد تحتمل سواي. أشحذ الشمس لأخبرها أنني في حاجة إلى الخلاص من عاهاتي المستدامة بأسلافي. أقضي كل أوقاتي في تربية نفسي على الاستقلال وأفهمها بي وبأنني قصيدة نفسي. في حدائق أحلامي أتجول بروحي خفيفة بكل أريحيتها دون تاريخ ولا ماض فأقتفي أثري وحسب. أتمثل افروديت بكل جمالها المصور في تمثال عتيق ولكنه حي. لن أكون ممتنة لتاريخ سالف لا معرفة له بالشعر. أريد أن يستوعبني الزمن الذي يخصني. فأستيقظ على موسيقى أحبها أسترشد بطائر يتيم مثلي أو بعشبة لم يمسسها الخريف وينسف وحدتها. بل تحاشاها لقوتها العميقة. أنا الغموض الفاتن المضيء في كل فصل أحلق في ممالكي وأصنع كوني الخاص. لا يمكن أن أنقرض والأفكار تحتلني. سأكتبها لأكافح صروف الحياة وتقلباتها فهذه هي طريقي الآمنة.