عبارة قالها كل محب للهلال بعد لقاء الاتفاق الذي كسبه بجدارة فارس الدهناء، ونتيجته لم تكن منصفة له نظير ما قدمه لاعبوه في تلك الأمسية. لم تكن صدمة جماهير الهلال بالعادية، وهم يرون أفراد فريقهم يمررون الوقت لإنهاء اللقاء فقط بغض النظر عن نتيجته. لم يلمسوا من لاعبيهم رغبة الانتصار، شغف البطولة، شخصية البطل، ولا حتى جهد المقلّ الباحث عن انتصار شخصي، فما بالك بانتصار يبث الفرح في نفوس الأمة الزرقاء. الذي أحزن الجماهير الهلالية في تلك الليلة الشرقاوية، أن هلالهم (الحالي) كان في يومه. فهلالهم الحالي عندما يكون في يومه، لا يستشعر أهمية الحدث ولا تبعات التراخي فيه. هلالهم الحالي عندما يكون في يومه، يسقط في الاختبارات المفصلية كلما راهن عليه العشاق وحتى المنافسين. هلالهم الحالي عندما يكون في يومه، ترتعد فرائص لاعبيه من احتشاد الجمهور، وكلما زادت حماسة جماهيره قلت حماسة لاعبيه. وكأن كمية الحماس ثابتة، فهي إما للجمهور أو للفريق. التحديات بشكلٍ عام يكون مردها إما رغبة في إنجازٍ ما، أو إثبات علو كعبك على منافسك، أو تلبية لرغبة و تطلعات المحبين، و آخرها رغبة شخصية أنانية في نفس كل لاعبٍ على حدةٍ في تسجيل منجز شخصي ليثبت خطأ منتقدي قدراته و إمكانياته. فجماهير الهلال قاطبةً تنازلت عن كل التحديات، و رضيت بتلك الأنانية في دواخل لاعبيها. فكيف ترضى على نفسك يا من حملت شعار زعيم أكبر قارات الدنيا، أن يكون الرهان على فشلك أقرب دوماً من الرهان على نجاحك؟ وكيف ترضى على نفسك يا من ارتديت القميص الأزرق الذي يكاد يقطر ذهباً عبر تاريخه كله، أن تكون أحد رجال الفترة الأقل منجزاً و مجداً؟ ليس العيب أن تخسر بطولة، وليس العيب أن تضيع لقباً، فهذه نواميس كرة القدم و سننها. ولكن العيب و كل العيب أن تتنازل عن اللقب و عن البطولة بكل تلك اللامبالاة و وذلك التراخي. نقطياً، الهلال للقب أقرب. فعلياً، الهلال مصيره بيده. ولكن المراهنة على لاعبيه بهذا البرود و هذه العقلية وهذا التعالي على الكرة، مضيعة للوقت لا أكثر. انتهى وقت الأعذار، إصابات، غيابات، مدرب، إدارة، إلى آخره. و جاء وقت إثبات الذات لا غير. فإما كسرٌ لتقاليد لاعبي الهلال الحديثة، و تسطيرٌ لأسمائكم في سجل المجد الأزرق. أو استمرارٌ لعاداتكم، لتستحقوا وحدكم لقب الجيل الانهزامي. الكرة في ملعبكم وحدكم، فما أنتم فاعلون؟ و أي مصيرٍ لأنفسكم ترغبون؟ خاتمة... ولم أرَ في عيوب الناس شيئاً *** كنقص القادرين على التمام (المتنبي)