لا جديد في أن يظهر الروماني "كوزمين أولاريو" بمنهجية تدل على فكر راق يعرف جيداً أين يزرع لاعبيه على جنبات المستطيل الأخضر بهندسة ميدانية غاية في الاتقان ولا جديد في أن يتأهل الهلال للمباراة الختامية على كأس ولي العهد فالفريق يتوشح "الزعامة" رغم انه أصغر الكبار عمراً وأكثرهم وقاراً ولا جديد في أن يكون الهلال "القاسم المشترك" والمؤشر الحقيقي في معدل ارتفاع الكرة السعودية فهو الحاضر الدائم في النهائيات والصاعد الأكثر للمنصات متقدماً على بقية الركب. ولكن الجديد ان المباراة التي جمعته مع العملاق الآخر "الشباب" في الدور نصف النهائي كانت أشبه ب "المقصلة" التي كان ينتظر السقوط فيها الكثير حتى تسن "الرماح" وتشرح الضحية وهي واقفة بشموخ لا تعير الآخر اهتماماً فالنوائب تظهر حقيقة المعادن في ذلك المساء حضر الهلال "بهياً" بالفكر التدريبي والانضباط "الاحترافي" الذي رسمه "كوزمين" وطبقه اللاعبون بشعار "التعاون" بعيداً عن مسألة المجد الشخصي الذي تهوى الجماهير تجييره للبعض وحرمان الجنود المجهولة. في تلك الأمسية توقع الغالبية ان "ينهار" الجدار الأزرق على اعتبار ان أولئك يصنفونه في "الثنائي" ياسر القحطاني وطارق التائب ويؤكدون انهما "عامودان" أساسيان وحيدان في الخارطة إن غاب أحدهما إنهار البناء فكيف سيكون الحال حين يغيبان سوياً. وحين غابا كانت الجماهير تسجل هي "الأخرى" الغياب ولم يدر بخلدها أن الهلال إن حضر فلا يعنيه من يرتدي الشعار والشعار المنافس. في لقاء الشباب تجلت "ثقافة الانتصار" المتعمقة في الوجدان الأزرق وهي التي قادت "الناشئ" أحمد الفريدي للتعامل مع "هوامير" الوسط الشبابي على انهم أقران يتفوق هو عليهم في الدافع والثقافة وفيه كان "الفكر" هو السائد والذي ظهر في التحركات المدروسة والمتواترة حين الاستلام والتسليم مع الفريق أو مع الآخر. والآخر من فئة "الكبار" المكتمل عدة وعتاداً في حين ان الغيابات "تنخر" الجسد الأزرق من الأطراف ومن العمق ولأن الأمور تقاس بلغة الأرقام المعنوية ب "الأهداف" فقد كان الانتصار واضحاً ولكن الصورة "الأبهى" كانت في المنهجية التي لو "ترسخت" في نفوس جميع اللاعبين لأصبح "مرعباً" لا يشق له غبار مهما كان حجم المنافس. وهي "العلة" التي عانى منها الهلال خصوصاً في الخطوط الخلفية والتي احجمت ظهور لاعبين مميزين في تلك الخطوط، وللمعلومية فإن بروز "الزوري" ناتج عن هذه السياسة التدريبية والقادم أجمل في حال أعطي المدرب الفرصة الكاملة وللمعلومة كان لاعبو الهلال على المحك أولاً لاثبات ان الفريق "كتلة" واحدة لا تتأثر بالغيابات مهما كان حجم الغائب ولو كان في مكانة "الكاسر والبرنس" ومن أجل حماية مصير رقبة الداهية الروماني والذي يعمل بمثابرة ورغبة في النجاح "طويل الأمد" على عكس بعض الحاضرين من أجل ممارسة التدريب على طريقة "الوجبات السريعة"، لقد خرج الهلال من عنق الزجاجة ونجح في اصطياد أكثر من عصفور بحجر واحد لعل من أهمها معرفة قدرة الفريق على النجاح بمدرب يعرف ماذا يريد؟.