يرفض بعض الناس فكرة قيادة المرأة السيارة في السعودية، ويعتقدون أنها حرام ومخالفة لعاداتهم وتقاليدهم.. ولم يعلموا أن قيادة السيارة تعلِّم المرأة الشيء الكثير.. وكما قال المثل الصيني: «أعطِ الرجل سمكة تطعمه يومًا، ولكن علِّمه كيف يصطادها تطعمه مدى الحياة». أن تتعلم النساء السعوديات كيف يقدن السيارة بأنفسهن أفضل بمئة مرة من أن تفعل ذلك لأجلهن كل يوم. علمتني قيادة السيارة خمسة أمور، ما كنت لأتعلمها وأتفكر فيها لو ما سنحت لي الفرصة بتعلم القيادة. * انظر إلى طريقك ستذهب لوجهتك عند قيادة السيارة إذا نظرت إلى الشاحنة القادمة في طريقك المزدوج فإنك ستصدم بها لا محالة؛ ولذلك عندما تتعلم قيادة السيارة تنظر دومًا إلى مسارك، ولا تركز نظرك على الرصيف أو السيارة الأخرى حتى لا تصطدم بها. وكما قال أدهم شرقاوي: «النظر إلى ما في أيدي الآخرين يفسد علينا متعة ما في أيدينا». * الحمقى لهم أفضلية السير من المعروف أن هناك قوانين للقيادة، التي - بمشيئة الله - توفر لنا الأمن والسلامة. ومن أهم القوانين في القيادة هي إعطاء الأفضلية في السير. تعلمت أن أعطي «الحمقى» الأفضلية في السير؛ لأنني ببساطة أريد أن أصل منزلي سالمة. هل قد سمعت أصوات «البوري» تتعالى، وكمية من الشتائم التي لا حصر لها؟ بل قد يتوقف السائق مهرولاً إليك بأداة حادة أو عصا ليخيفك بسبب تجاوز أو خطأ مروري. من الحكمة تجنب هذه المواقف في القيادة، وفي الحياة عامة.. وكما علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قبل: «ليس الشديد بالصرعة؛ وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب». * لا تفكر كثيرًا عند تعلمك القيادة قد تتردد في اتخاذ قراراتك، وخصوصًا في التقاطعات وعند تجاوزك السيارات الأخرى؛ والسبب يعود إلى أنك مبتدئ، وتنتظر فرصة أفضل. وهذا المبدأ ينافي القيادة الآمنة؛ فالتفكير الطويل يوترك، ويشتت ذهنك، وفي نهاية المطاف قد تتخذ قرارًا خاطئًا. يطلب منا الله سبحانه وتعالى التوكل عليه في جميع أمورنا. وللمعلومية، قد كُتبت أقدارنا من قبل أن نولد، ولكن لماذا نفكر فيما خسرناه بالأمس وما سنفعله في الغد؟ أي أننا نفكر كثيرًا وكثيرًا، وقد نفقد الثقة في أن الله رازقنا وخالقنا ومدبر شؤوننا. * الإمساك الشديد بمقود السيارة بوصفي متعلمة جديدة لقيادة السيارة كنت أمسك مقود السيارة بكل قوة. ولعلي بهذا التصرف كنت أحاول السيطرة على أعصابي لا على السيارة. ما كنت أفعله كان خاطئًا، وكان يصعب علي التحكم في السيارة.. حتى أن مدربة القيادة لم تستطع بسهولة أن تحرك المقود لتوازن السيارة. من المعلوم أن شخصًا واحدًا هو من يستطيع التحكم في السيارة، وهو الذي يوصلها لوجهتها. كم مرة يا ترى رفضت وحاولت التشبث بأمور لم يكتبها لك الله عز وجل؟ كم مرة يا ترى صممت على رأيك ولم تتعظ بما حدث لك؟ علينا أن نوقن بأن الله يأخذ بأيدينا، ونثق بأنه سيوصلنا للطريق الحق. * أحسن إلى قائدي المركبات وأنت تقود سيارتك حولك من السيارات ما هي سيارات فارهة، وبعضها ليس بذلك الحظ؛ فهو مكتفٍ بسيارة تؤدي الغرض. تنظر للجهة المقابلة فتجد دراجات وسيارات يقودها ذوو الاحتياجات الخاصة؛ فتدرك أن الطريق هو حق للجميع، وأن إحسانك لجميع قائدي المركبات باختلافهم يعكس شخصيتك ومبادئك في الحياة. أعطِ الطريق حقه {وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}. وأخيرًا، بقي السؤال: هل من المعقول أن قيادة المرأة السعودية السيارة ستجلب الأضرار والمصائب؟! ** ** - ريم النفيعي