لم أتردد للحظة واحدة في اختيار الصفة التي أرى أنها تليق بالراحل الحبيب اللواء خالد بن عبد العزيز المديهم رحمه الله.. التقيته في نهاية الستينات في مدينة لورنس في رحاب جامعة كاترس عندما جاء مع رفيق عمره الفريق محمد السحيلي لاستكمال دراستهم العليا.. ومنذ ذلك الحين وحتى دخوله المرحلة الحرجة من مرضه فقد عهدته كما عرفه كل من التقاه.. كريم الخلق.. رقيق المشاعر والمعشر.. عف اللسان. نعم من حق أمواتنا أن نقول فيهم خيراً.. لكنني هنا أوصف بكل أمانة ودقة ما أجزم بأن كل من كان محظوظاً بمعرفة أبي عبدالعزيز قد توصل إليه: سمو في الخلق.. وتهذيب وعفة في اللسان لا تتغير ولا تتبدل مع تبدل الأشخاص والمواقف.. حتى حين كان المزاح والمداعبة يجعل بعضنا يتخفف من شيء من التأدب الصارم فإن خالداً كان قادراً وابتسامته المعهودة لا تغادر وجهه السمح على الالتزام الكامل بالكلمة الرقيقة المهذبة. من حق الأخت والزوجة الكريمة الفاضلة أم عبدالعزيز التي كانت تفرح بضيوفه أن نرفع لها ولعبدالعزبز وإخوته وإخوانه صادق العزاء. لكن شخصاً آخر سيفتقد أبا عبدالعزيز ربما بنفس اللوعة والحزن وأقصد هنا الفريق محمد السحيلي (أطال الله عمره) الذي بقي كل هذه السنين وفياً لإحدى أهم وأقوى الصداقات النادرة في كل وجه من وجوهها.. سأظل أذكر صوت أبا سلمان المتهدج المنكسر وهو ينعي النصف الأفضل من إخوتهم كما وصفها.. رحمك الله أبا عبدالعزيز.. وأسكنك فسيح جناته.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.