استضافت ندوة المريبض في الرياض، أمس الأول، نخبة من الإعلاميين والمثقفين والكتاب والشعراء السعوديين والإماراتيين، للحديث عن العلاقات بين البلدين، تحت عنوان «السعودية والإمارات.. علاقة تاريخية». وذلك تزامناً مع عام زايد 2018، وتخلل الندوة التي تحدث فيها الدكتور علي بن تميم مدير شركة أبو ظبي للإعلام، والكاتب سلمان الدوسري، وقدمها الإعلامي عادل أبو حميد نقاشات بين الضيوف والحاضرين تناولت عددًا من المواضيع المشتركة بين البلدين وعلى رأسها العلاقات التاريخية بين البلدين والتعاون المشترك في القضاء على الإرهاب والدفاع عن اليمن. وفي البداية قدم الدكتور علي بن تميم مدير عام شركة أبو ظبي للإعلام إشراقات من سيرة الشيخ زايد الذي طبع بصمة ثابتة للإمارات بإنجازاتها على الخارطة العالمية، وقال: «إن شراكة السعودية والإمارات التاريخية هي باب عميق للأخوة والشراكة التي يصعب سردها بشكل مفصل، وأن الشراكة بين البلدين تكشف عن أواصر العلاقات الوطيدة بين الإمارات والمملكة». وذكر ابن تميم مناقب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والتي جعلته منذورا لفعل الخير طيلة عمره، ومن أبرزها التفاؤل والأمل وقوة الإرادة والتسامح والذي يبدو جليًا للعيان عند قراءة سيرته وتحولاته. وعرض الدكتور علي تميم فيديواً للشيخ زايد وهو بملابس الإحرام في مكةالمكرمة يتحدث عن المصير الواحد للبلدين، مشيرًا إلى أن مواقف الشيخ زايد شكلت العلاقة الوطيدة والتاريخية والضاربة بجذور التاريخ والتي تعزوها روابط الدم والإرث والمصير المشترك. وأضاف قائلاً: «إن محاربة الإرهاب والقوى الداعمة له على مستوى الإقليم تشكل معلمًا قويًا من معالم هذه الشراكة التاريخية، ووقفت الإمارات مع المملكة مؤيدة لسياستها الرافضة للإرهاب على مستوى التنظيمات والدول، ونبه الشيخ زايد من خطورة حركات الإسلام السياسي التي تتقنع بالدين». وسلط الضوء إلى وضوح حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن حرب الإخونجية وكيدهم للمملكة، وهو ما يثبت موقف الإمارات المماثل للمملكة وقادتها وأبنائها، وأن الدولتين قدمتا نموذجًا يقتدي به بالحضارة والتنمية والتعليم وحفظ الأمن، وهو ما يجعل التنظيمات الإرهابية تحاربهما، مشيرًا إلى أن ذروة الشراكة بلغت في ظل عاصفة الحزم والتحالف المعطر بدماء شهداء البلدين. وفي السياق ذاته تحدث سلمان الدوسري رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط سابقاً، أن ما يتحدث به عن علاقة البلدين هي حقائق لا مجال فيها لتشكيك المشككين ولا لمحاولات عبث الحاقدين عن العلاقة الأخوية الراسخة والمصيرية بين السعودية والإمارات. ونبه إلى أن التحالف بين المملكة والإمارات إستراتيجي وليس تكتيكيًا، موضحًا أنه بعد وفاة الملك عبدالله وتولي الملك سلمان - حفظه الله - شاعت بعض الأخبار المغرضة عن تزعزع العلاقات بين البلدين، وفي حينها قال الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتية: «لم تمر لحظة على قوة العلاقات السعودية الإماراتية منذ انطلاقها كهذه اللحظة». وأكد الدوسري، أن التحالف السعودي الإماراتي لم يظهر فجأة، والبداية الحقيقية للعلاقات المتميزة تبلورت عندما سحبت السفراء من قطر وبعدها في اتفاق الرياض 2013، واتفاق الرياض التكميلي 2014، وعودة السفراء، جميعها كان تخطو بهم أبو ظبي والرياض بخطوة واحدة. وركز على أن التحالف السعودي الإماراتي لا يتعارض مع مجلس التعاون الذي تأسس عام 1981، وإنما هو تقوية له، والتحالف بين البلدين يهدف إلى زيادة التعاون في مجال الاقتصاد والتعاون العسكري والأمني ويدخل البلدين بمرحلة من التكامل. وأثبت بأن عاصفة الحزم تبرهن متانة التحالف بين البلدين والنتيجة كانت مذهلة في مجال تعاون البلدين ومخيبة لآمال خصومهما. واختتم حديثه بأن التحالف السعودي الإماراتي أثبت بأنه إستراتيجي وليس تكتيكيًا، وأن العلاقات اليوم هي الأقوى بين البلدين، وأن المشروع السعودي الإماراتي هو الأول من نوعه. هذا، وقد شارك الحضور بطرح آرائهم إضافة إلى بعض الأسئلة تمحورت عن وجود شراكة إعلامية بين البلدين والحديث عن التاريخ والمصير المشترك ووجود فرص نوعية تعزز النمو الحضاري ونهضة الشباب والجيل وإكمال مسيرة التطور والتقدم التي بدأت بها كل من الرياض وأبو ظبي. وثمَّن الضيوف للشيخ سعود المريبض على إتاحة الفرص لإثراء المعرفة وارتفاع الوعي والمستوى الثقافي من خلال ما يفعله، والذي بدوره شكر وكرم ضيوف الندوة وعبر عن سعادته بتلبية دعوتهم وتبادل الأفكار والأحاديث بين الحضور. وفي نهاية الندوة تم تدشين معرض يتضمن صورًا تاريخية عن الإمارات والسعودية، وتجولوا داخل أروقته وشاهدوا معالم الإرث الحضاري المشترك بين البلدين.