احتضنت ندوة المريبض في منزل صاحبها الشيخ سعود بن برجس المريبض بالرياض، الجمعة، نخبة من الإعلاميين والمثقفين والكتاب والشعراء السعوديين والاماراتيين، للحديث عن العلاقات بين البلدين. واستضافت ندوة المريبض د. علي بن تميم مدير شركة ابوظبي للإعلام ، والأستاذ سلمان الدوسري رئيس تحرير صحيفة الشرق الاوسط سابقا، وعنونت الندوة التي تحدثت عن العلاقات بين المملكة والامارات ب " السعودية والامارات.. علاقة تاريخية"،وذلك تزامناً مع عام زايد 2018 . وتخلل الندوة التي قدمها الإعلامي عادل ابو حميد، نقاشات بين الضيوف والحاضرين بمختلف المواضيع اليومية والمشتركة بين البلدين ودور المرأة في المجتمع ووعي الشباب والوسطية. وفي حديث د. علي بن تميم ،مدير عام شركة أبو ظبي للإعلام عرٰج على إشراقات من سيرة الشيخ زايد الذي طبع بصمة ثابتة للإمارات بإنجازاتها على الخارطة العالمية. وقال بأن شراكة السعودية والامارات التاريخية هي باب عميق للاخوة والشراكة التي يصعب سردها بشكل مفصل ، وأن الشراكة بين البلدين تكشف عن أواصر العلاقات الوطيدة بين الامارات والمملكة. وذكر بعض مناقب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان، والتي جعلته منذورا لفعل الخير طيلة عمره، ومن ابرزها التفاؤل والامل وقوة الارادة والتسامح، والذي يبدو جليا للعيان عند قراءة سيرته وتحولاته. وتتلخص صفات الشيخ زايد بلفظة "المروءة"، والتي تذكر السامعين بقول طرفة بن العبد "إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِي .عُنِيْتُ فَلَمْ أَكْسَلْ وَلَمْ أَتَبَلَّدِ". وعرض د.علي تميم فيديو للشيخ زايد وهو بملابس الاحرام في مكةالمكرمة يتحدث عن المصير الواحد للبلدين. وأشار إلى أن مواقف الشيخ زايد شكلت العلاقة الوطيدة والتاريخية والضاربة بجذور التاريخ والتي تعزوها روابط الدم والارث والمصير المشترك. وقال بأن محاربة الارهاب والقوى الداعمة له على مستوى الاقليم تشكل معلما قويا من معالم هذه الشراكة التاريخية، ووقفت الامارات مع المملكة مؤيدة لسياستها الرافضة للارهاب على مستوى التنظيمات والدول، ونبه الشيخ زايد من خطورة حركات الاسلام السياسي التي تتقنع بالدين. وبين الى ان بعض قادات الحركات الارهابية لجئوا سابقا للامارات والمملكة واحتفوا بهم لكن سرعان ماتم اكتشاف امرهم، واكتشاف دهاليزهم والحضانات الارهابية السرية لهم. وسلط الضوء الى وضوح حديث ولي العهد الامير محمد بن سلمان عن حرب الاخونجية وكيدهم للمملكة، وهو مايثبت موقف الامارات المماثل للمملكة وقادتها وابناءها، وان الدولتين قدمتا نموذجا يقتدى به بالحضارة والتنمية والتعليم وحفظ الامن،وهو مايجعل التنظيمات الارهابية تحاربهما. وأوضح بأن ذروة الشراكة بلغت في ظل عاصفة الحزم والتحالف المعطر بدماء شهداء البلدين. وتحدث سلمان الدوسري، رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط سابقاً ان مايتحدث به عن علاقة البلدين هي حقائق لا مجال فيها لتشكيك المشككين ولا لمحاولات عبث الحاقدين عن العلاقة الأخوية الراسخة والمصيرية بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. واستهل حديثه بأنه قبل 40 عاما كان من يدعو الناس إلى الطعام يتفضل عليهم، وبعد تحسن الحالة المعيشية اصبح من يلبي الدعوة هو من يتفضل على الداعي. ونبه إلى أن التحالف بين المملكة والامارات استرتيجيا وليس تكتيكيا، موضحا أنه بعد وفاة الملك عبدالله وتولي الملك سلمان حفظه الله، شاعت بعض الأخبار المغرضة عن تزعزع العلاقات بين البلدين، وفي حينها قال الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الاماراتية:" لم تمر لحظة على قوة العلاقات السعودية الاماراتية منذ انطلاقها كهذه اللحظة". وأكد بأن التحالف السعودي الاماراتي لم يظهر فجأة، والبداية الحقيقية للعلاقات المتميزة تبلورت عندما سحبت السفراء من قطر وبعدها في اتفاق الرياض 2013، واتفاق الرياض التكميلي 2014، وعودة السفراء، جميعها كان تخطو بهم ابو ظبي والرياض بخطوة واحدة. وركز على أن التحالف السعودي الاماراتي لايتعارض مع مجلس التعاون الذي تأسس عام 1981، وإنما هو تقوية له، والتحالف بين البلدين يهدف الى زيادة التعاون في مجال الاقتصاد والتعاون العسكري والامني، ويدخل البلدين بمرحلة من التكامل . وأكد بوجود بعض الاسئلة التي تطرحها جهات عدة عن الاهداف الخفية او الاجندة السرية للعلاقات بين البلدين، مبينا بأنها اصطيادا بالماء العكر، وبثا للاشاعات والتكهنات غير المرتبطة بالحقائق، وعلى مدى 3 سنوات منذ الإعلان الرسمي للتحالف زادت الاشاعات من قبل أطراف خارجية وخاصة ايران والاخوان المسلمين وقطر وهم المتضررين من التحالف. وأثبت بأن عاصفة الحزم تبرهن متانة التحالف بين البلدين والنتيجة كانت مذهلة في مجال تعاون البلدين ومخيبة لآمال خصومهما. واختتم حديثه بأن التحالف السعودي الاماراتي أثبت بأنه استراتيجي وليس تكتيكي وأن العلاقات اليوم هي الأقوى بين البلدين وان المشروع السعودي الاماراتي هو الأول من نوعه. وشارك الحضور بطرح آرائهم بالإضافة إلب بعض الاسئلة تمحورت عن وجود شراكة إعلامية بين البلدين والحديث عن التاريخ والمصير المشترك ووجود فرص نوعية تعزز النمو الحضاري ونهضة الشباب والجيل وإكمال مسيرة التطور والتقدم التي بدأت بها كلا من الرياضوابوظبي. وشارك بعض من الشعراء الموجودين بأبيات شعرية تطرقت إلى علاقات البلدين . وتوجه الضيوف والحضور بالشكر الجزيل للشيخ سعود المريبض على إتاحة الفرص لإثراء المعرفة وارتفاع الوعي والمستوى الثقافي من خلال مايفعله، والذي بدوره شكر وكرم الاستاذ سلمان الدوسري والدكتور علي تميم في نهاية الندوة وعبر عن سعادته بتلبية دعوته، وتبادل الافكار والاحاديث بين الحضور. وفي نهاية الندوة تم تدشين معرض يتضمن صورا تاريخية عن الامارات والسعودية، وتجولوا داخل اروقته وشاهدوا معالم الارث الحضاري المشترك بين البلدين.