يمر الهلال بأسوأ فتراته الفنية والمعنوية منذ زمن طويل، فلا نتائج إيجابية تغطي على سوء المستوى، ولا مستوى جيد أو روح قتالية ليُقال بعدها: (قدمتم كل ما لديكم وافتقدتم التوفيق فقط). المحبط للمتابع الهلالي هي تلك الرتابة التي يشاهدها لقاءً بعد لقاء، دون تغيير في شتى النواحي الفنية والمعنوية. فالمتابع البسيط يعرف التشكيلة قبل اللقاء، ويستطيع شرح طريقة اللعب، بل ومجريات اللقاء قبل إطلاق صافرة النهاية. فأصبح التندر بالاستحواذ السلبي، وكثرة التمريرات في مناطق بعيدة عن مرمى الخصم، والعرضيات الخاطئة، كل ذلك أصبح نكتة هلالية سمجة تتكرر قبل كل لقاء، وتصدق في كل لقاء. حقيقة لا تستطيع تحميل جهة واحدة وزر هذا المظهر الباهت، لكن بلا شك أن هناك عوامل أكثر من غيرها تؤثّر على بقية الأطراف. وأن هذا التأثير من أحد الأطراف إن لم يكن إيجابياً، فإنه بلا شك سيساعد على مسح ما تبقى من إيجابيات في بقية الأطراف. في نهاية المطاف، فالنهوض بعد الوقوع يحتاج إلى قرار حقيقي من كافة الأطراف. قرار تُرى نتائجه على أرض الواقع ولا يكتفى بسماعه في لقاءات صحفية أو تصريحات إعلامية أو تسريبات إخبارية. فاللاعب بيده قرار التغيير، والذي يجب أن يُرى من خلال مستواه وتغيره تغيراً ملموساً، ويُرى في قتاليته ارتفاعاً ملحوظاً. أما الاستمرار بنفس اللا مبالاة وعدم الحرص الحقيقي الذي يشعر به كل من يشاهد اللقاءات، فهو بالفعل مضيعة للوقت. والمدرب بيده قرار التغيير، بقراءة الخصوم ووضع التشكيل المناسب للفريق وليس المفضّل للمدرب. يجب على المدرب أن يعمل عملاً حقيقياً تظهر نتائجه على أرضية الملعب بعيداً عن الأعذار المملة التي يسردها بعد كل لقاء ممل للهلال ولجمهوره، والتي اختفت بهروبه عن المؤتمر الصحفي الذي أعقب خروج الهلال من دور ال16 من كأس الملك. والإدارة بيدها قرار التغيير، بإنهاء التعاقدات الجديدة التي يحتاجها الفريق فعلاً، وبالقيام بدورها الرقابي بمحاسبة كل من له يد في هذا الانهيار المفاجئ للفريق. ابتداءً بمدرب لا يريد أن يتعلّم من أخطائه، وانتهاء بلاعب لا يحترم قيمة شعار فريقه. وآخر تلك القرارات هي قرار الجماهير بدعم الفريق من على مدرجات الملعب. فليس من المنطق أن تطالب الجماهير بكل شيء، وترفض أن تقوم بدورها الحقيقي الوحيد بحضور لقاءات فريقها. فمن يتعذّر الآن بسوء المستوى لكي لا يحضر، هو نفسه من لم يحضر والهلال يقدّم قمة مستواه ولكن أعذاراً أخرى أطلت برأسها حينها لتبرير خواء المدرجات من ساكنيها. كل تلك القرارات قادرة (بعد توفيق الله) على انتشال الهلال فوراً ودون تأخير، متى ما اتُّخِذَت بجدية كاملة وبرغبة حقيقية بإنقاذ موسم الهلال الذي لم يتبق به سوى لقب الدوري. فهل سيتم اتخاذ تلك القرارات، أم أن الهمم صَغُرَت لدرجة التخلي عن الهلال؟ القرار لكم.