لو أن فريقاً آخر مازال قابضاً على كل حظوظه في المنافسة على لقب الدوري، متمسكاً بمركز الوصافة، لنام أنصاره ملء جفونهم راحة وطمأنينة على وضعه، ولربما هللوا واحتفلوا بما يحققه، وهل يغيب عنا مثلاً أن فرقاً وجماهيرها كانت تحتفل لمجرد الوصول إلى المركز الرابع، وتعد ذلك إنجازاً يستحق عليه اللاعبون التصفيق والتقدير والاحتفالات الباذخة؟؟ في الهلال النادي الذي ولد في القمة وترعرع فيها ومضى طوال ما تصرم من عمره قابضاً عليها، الوضع مختلف تماماً، فمعظم الهلاليين يريدون فريقهم في القمة، وما خلا ذلك فهو في غمة، وهو أمر جعل الفريق والقائمين عليه بين مطرقة الضغوط المتواصلة، وسندان الحافز الذي لا يتوقف للعمل والإنجاز والاستمرار في القمة. في الدوري الحالي الذي مرت منه (11) جولة وبقي (15) يقف الهلال في المركز الثاني وهو مركز جيد بلا شك، لكنه في قياسات معظم الهلاليين دون ذلك، وما زاد من ثقله عليه أن الفريق ظهر في غالب مبارياته بشكل غير مطمئن ولا يشي بأن الفريق قادر على الذهاب بعيداً خاصة في الدوري الآسيوي، وطوال الأيام الماضية، كان الهلاليون يتبارون في تقديم نصائحهم وتوصياتهم، كل يريد أن يدلي بدلوه عن الفريق الذي تراجع كثيراً.... وأصبح في المركز الثاني!!! الهلاليون غاضبون على الخسارة من الرائد والنصر والتعادل مع الشعلة، وهم يرددون أن مثل هذه النقاط كانت مضمونة طوال المواسم السابقة !! وغاضبون على عدم قدرة مدرب فريقهم على التعامل مع مجريات بعض المواجهات كما يجب، ولا قدرته على تقديم حلول إيجابية تخدم الفريق عندما يتأخر، ولا فرض انضباط تكتيكي للاعبيه داخل الميدان!! يرون أن عطاء الفريق يغلب عليه الاجتهاد.... ويرون أيضاً أن سامي الجابر قادر على إيجاد التدابير المناسبة كل هذه المشاكل خلال المواجهات المقبلة. هلاليون آخرون -والاختلاف مشروع- يرون أن فريقهم بحاجة إلى الكثير، وأن مما يحتاجه مدرب متمكن خبير يعرف كيف يتعامل مع كل الظروف، ويجيد رتق كل الثقوب الظاهرة في ثوب الفريق، هؤلاء يرون أن سامي الجابر الذي لا يقارن به غيره كلاعب مازال بحاجة إلى المزيد من الأدوات والخبرات حتى يستطيع يوماً ما أن يكون مدرباً متمكنا لفريق بتاريخ وحجم الهلال. بعد مباراة الشعلة ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بنقاشات بعضها (عميق) وآخر (عقيم) حول مدرب الهلال، هناك من يرى أن سامي أهل لتدريب الهلال، وانه ليس أقل كفاءة من عدد من الأسماء التي قادت الفريق خلال المواسم الأخيرة، وآخرون يرون أن على أولئك ترك العواطف جانباً، والتفريق بين سامي اللاعب الذي لا يقارن، وبين سامي المدرب الذي يمضي موسمه الأول في مهمته الجديدة كمدرب رئيس، بعد أن كان قد شغل مهام إدارية مع الفريق في مواسم خلت !! من ناحيتي -وقد صرحت بهذا- أميل للطرف الثاني، دون أن أبخس حق الآخر وأحترم وجهة نظره، وأرى من الظلم أن نخسر مشروع سامي مبكراً، لكن ومادام الأمر قد نفذ فلابد من وقوف الهلاليين معه، وبالذات الإدارة، والوقوف هنا يتجاوز الجانب المعنوي، والدعم، إلى جوانب مادية أكثر...فسامي لن ينجح ما لم تتوفر كل الأدوات على الأقل، والإدارة يجب أن تكون سخية في توفيرها، من الظلم للهلال أن تحضر بعض الأسماء في قائمته الرئيسية، ومن الظلم للهلال أن تعجز إدارته عن ضخ أسماء مميزة محلية أو أجنبية تسد كل جوانب النقص فيه!! من الظلم للهلال أيضاً أن تستمر إدارة غير قادرة فعلياً على تأمين كل احتياجاته. أعود إلى حيث بدأت وأقول : لو أن فريقاً آخر مازال قابضاً على كل حظوظه في المنافسة على لقب الدوري، متمسكاً بمركز الوصافة، لنام أنصاره ملء جفونهم راحة وطمأنينة على وضعه، وأسأل: هل هناك هلالي واحد لا يعرف قيمة هذا الهلال؟؟؟. ماذا لو كان الهلال؟؟ .. ماذا لو أن معلقاً أشاد بالهلال وصبغ الشاشة باللون الأزرق كما فعل آخرون مع فرق أخرى؟ .. ماذا لو أن جماهير الهلال أحجمت عن تشجيع فريقها وساندت لاعباً في الفريق الخصم؟ .. ماذا لو أن جماهير الهلال مارست الغضب كما مارسه غيره وقذفت المسئولين في منصة الملعب كما فعل غيرها؟ .. ماذا لو أن جماهير الهلال احتفت بمدافع تهور في لعبة عنيفة ساهمت في إصابة زميل له؟ .. ماذا لو أن مدافعاً هلالياً ساهم على نحو ما في خروج لاعب بارز مصاباً؟؟ .. ماذا لو أن مدرب الهلال احتج على الحكام كما يفعل مدرب آخر؟؟ أو أن إداريا هلالياً يناقش الحكام بعد كل مباراة لفريقه كما يفعل غيره؟؟ .. ماذا لو أن لاعباً هلالياً أخرج لسانه لجماهير الخصم بشكل مستفز وساخر؟؟ .. ماذا لو أن هلالياً يشغل منصباً مهماً في اتحاد الكرة أو إدارة المنتخبات حضر احتفالية فوز هلالي في مباراة دورية؟؟ .. كل ما مضى حدث في ظرف أسبوع.. ومر مرور الكرام على البرامج المفلسة وضيوفها الدائمين المملين المتنقلين من استديو لآخر.. لسبب واحد فقط: هو أن معدي بعض هذه البرامج والقائمين عليها قد سخروها للنيل من الهلال وتتبع زلاته ونفخها، والتغاضي عما يحدث في بعض الأندية ومن لاعبيها وأنصارها.. وهو تغاض ظاهر ممجوج... ورحم الله المهنية، عزاؤنا لكم في المصداقية! مراحل... مراحل - ماذا يحدث في الأهلي... بل أين إعلام الأهلي للإجابة عن هذا السؤال؟؟ - واستقال محمد الفايز دون إكمال المدة النظامية.. ليلحق بعلوان والمرزوقي وابن داخل..فأين تكمن على الاتحاد؟؟ - نادي الزلفي الواقع تحت أحضان سلسلة طويق الأشم، وفي دفء الزلفي المحافظة الحنون الرؤوم، واصل ظهوره الجيد في دوري الثانية، واتبعه ببلوغ دور ال32 من بطولة كأس الملك، وهو مؤهل للذهاب أبعد من ذلك!! كل الأماني بأن يشق طريقه كما يريد عشاقه، وأن يواصل تفوقه، ويحقق كل ما ينشده محبوه، وهو أهل لذلك.. كما أنها دعوة لأهالي الزلفي لدعم النادي وتحفيزه، فهو في النهاية منهم... ولهم. - ديربي بريدة الأخير لم يظهر كما كان في السابق.. غابت الجماهير، والإثارة، والتصاريح الرنانة قبل وبعد اللقاء!! - أجانب التعاون حققوا إضافة فنية حقيقية للفريق... هكذا يكون اللاعبون الأجانب وإلا فلا.