أثار الزميل خالد المالك، رئيس تحرير جريدة الجزيرة، جدلاً واسعاً بعد نشر مقاله «بيني وبين الصحافة.. الخوف عليها»، والذي يطالب فيه بتدخل رسمي سريع لإنقاذ الصحف الورقية من مأزقها الراهن، والمتمثل أساساً، في انصراف المعلنين عنها. ولو تأملنا في الأمر، سنجد أن المأزق الذي تواجهه الصحف الورقية السعودية، هو نفس المأزق الذي واجه كل الصحف العالمية، وجعل الكثير منها يتحول إلى النسخة الالكترونية. يقول إيفيغني ليبيدوف، مالك صحيفة «الإندبندنت» البريطانية الورقية الشهيرة، والتي تحولت إلى صحيفة الكترونية: «هذا التحول تأمينٌ لمستقبل القيم الصحفية المهمة، إذ أنه سيحفظ سمعة «الإندبندنت»، ويسمح لها بالاستمرار في الاستثمار بالمحتوى التحريري الرفيع، الذي يجذب المزيد من القراء عبر الانترنت». أما المدير التنفيذي «ستيف أوكلاند»، فيقول: «إن هذه الخطوة تناسب تماماً الافق الإلكتروني العالمي، وستعمل الصحيفة بعد هذا القرار الحاسم بالتوجه إلى المحتوى الإلكتروني، على الدمج بين حماسة الشركات الرقمية وصدقية الاسم الكبير الذي تحمله». وكان متوقعاً أن ترفع هذه الخطوة الإيرادات بنسبة 50 في المئة، حسب تأكيدات أوكلاند، إذ أنها ستتيح الفرصة للمعلنين للاستفادة من الجمهور الرقمي المتنامي. لا شكَّ بأن الصحافة السعودية، تواجه اليوم، ما لم تواجهه طيلة حياتها المزدهرة بالمداخيل الإعلانية الهائلة، إلا أن هذا كان متوقعاً منذ حوالي عشر سنوات. وسينجو من هذا المنعطف الخطير، من هيأ نفسه للتحول الاستثماري، من الورق إلى الإلكترون، وصحافتنا تملك شباباً مميزين، سيقودون هذا التحول.