يجذب زوار محافظة سراة عبيدة شرق منطقة عسير، مشهد متحف «ابن معتق» الخاص، أحد أشهر المتاحف بالمنطقة التي كانت الهواية المفتاح الذي دشن لصاحب التراث والمخطوطات الوثائقية ببلاد قحطان محمد بن أحمد ابن معتق القحطاني، طريق إقامة متحفه الخاص الذي يضم في ردهاته العديد من المقتنيات الثمينة لحقب متباينة من الزمن. «الجزيرة» زارت المتحف الذي يحكي تراث وتاريخ الأجداد ويعرف الأجيال اللاحقة بمظاهر الحياة القديمة بكل تفاصيلها ومقوماتها التي ما زالت تنام في كتب التاريخ، والتقت بصاحبه «ابن معتق»، الذي جعل من منزله المسلح متحفاً خاصاً، ومن محافظة سراة عبيدة مسقط رأسه مقراً له. نشأته في البداية تحدث «ابن معتق» عن نشأة المتحف وعن المدة التي استغرقها لجمع وحفظ القطع قائلاً: «أنشئ المتحف سنة 1415 ه، بعدما عكفت (أربعين عاماً) على جمع القطع الأثرية والمخطوطات الوثائقية، كهواية بجهد شخصي بدافع حب الوطن والتراث والأصالة دون أي دعم، في منزلي المسلح بالدور الأرضي». وتابع «منذ ذلك الوقت والمتحف مشرعاً أبوابه أمام السياح والزوار مجاناً، مقدماً لهم كرم الضيافة، ومساهماً في تعريف الجيل الحالي بتراث أجداده، حتى أصبح بعد ذلك أحد أهم وأشهر المواقع الجاذبة بالمنطقة المدرجة ضمن المعالم السياحية في منطقة عسير». أهمية المتاحف الخاصة وعلق ابن معتق على سؤال «الجزيرة» عن دور المتاحف الخاصة وأهميتها قائلاً: «تلعب المتاحف الخاصة دورا وطنيا ثقافيا علميا اجتماعيا، وتربط الماضي بالحاضر بصورة وثائقية، وتذكر الشباب بحياة الأجداد وماضينا، كما تبرز الولاء للوطنية والهوية وتدعم الثقافة السعودية، وأي دولة بالعالم تضع قصورها القديمة والفخمة في المتاحف». وتابع، «دولة بلا ماض دولة بلا حاضر أو مستقبل، وأعتقد أن دور أصحاب المتاحف الخاصة -وأنا منهم- دور هام جدا، خاصة أنني أخذ الأمر كهواية بجهد شخصي بدافع حب الوطن والتراث والأصالة دون أي دعم من أحد». وأضاف، «نظرا لما يحتويه المتحف من قطع أخرى تراثية نادرة ومميزة في عدد كبير من مجالات الحياة قديما والتي كان يستخدمها الأجداد، أصبح المكان واجهة سياحية وأحد أهم المواقع الجاذبة التي يقصدها السياح والزوار لمنطقة عسير، وخصوصا أثناء الإجازات الصيفية عند مرورهم أو زيارتهم لمحافظة سراة عبيدة». مقتنياته وذكر «ابن معتق» أن هناك تفاعلا ممتازا من الشباب وكافة فئات المجتمع المحلي حيث يحتضن المتحف أقدم نسخة للمصحف الشريف دون نقاط، ونحو (3000) مخطوطة نادرة من أحاديث وخطب للرسول- عليه الصلاة السلام-، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-، ومن بينها (500) وثيقة عن العادات والتقاليد والأعراف القبلية، وكذلك كتب تعليم اللغة العربية بالشعر، بادر إلى جمعها وحفظها خلال (40) عاماً تقريباً. وأضاف، إنه يوجد بالمتحف عدة وثائق يعتقد أنها تعود لعصر صدر الإسلام، مبيناً أن من القطع التي يتوقف عندها الزائر داخل المتحف صور نادرة للملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - والتي يتراوح عمرها ما بين 50 - 60 عاماَ، كما توجد وثيقة أخرى طولها (3) أمتار و(80) سم تقريباً عبارة عن وصية كتبها شخص كان رمز لاسمه «فلان بن فلان» ويتحدث فيها عن فضل بر الوالدين ونصائح اجتماعية مختلفة وعن حقوق الجار. وأبان آل معتق، أن الزائر للمتحف يشاهد أركانا مليئة بقطع تراثية تعنى بالمرأة والآلات الزراعية القديمة وسبل الرعي والأواني المنزلية المتعددة وقسما خاصا للأسلحة الأثرية. ** **