قبل قرابة عامين التقيت بالصديق الشيخ سعيد العنقري الزهراني وكنا حينها قد أكملنا بناء مقر النادي الأدبي الثقافي بالباحة على هامة جبل شهبة المطل على الباحة وضواحيها، وعرضت عليه تشطيب القاعة الكبرى التي تتسع لقرابة 600 شخص وقاعات كبار ضيوف النادي والزائرين التي تقدر ب 2500م2 وسط مساحة المقر المقدرة ب11000م2 واستجاب مشكورا وطلب مني خرائط الموقع لدراستها من قبل مهندسين في شركته، ولم يتأخر كثيرا حتى وافق على تشطيب القاعة، ثم عرضت عليه مرة أخرى على استحياء شديد تشطيب المبني الإداري رقم ( 1 ) واستجاب مع ابتسامته المعهودة التي اعتبرتها إنذارا بالتوقف عن أي طلب آخر، لكنه طلب مني عدم النشر في وسائل الإعلام عن ما سيقدمه وامتثلت له، ولكنني واصلت طمعي في كرمه وتجرأت وزرته في قصره ببلدة آل موسى وعرضت عليه تشطيب المسجد وبعض المرافق الخدمية فاستجاب بدون تعليق وقدر مهندسوه تكلفة المشروع بأكثر من عشرة ملايين حينها، ثم ما أن بدأ في التواصل مع الشركات حتى طرحت عليه فكرة أنه سيبقى مبنى واحد مع السور وتمنيت عليه أن يكمل المشروع فسكت دقائق وقال ليس كثيرا على الوطن وليس كثيرا على الباحة ومثقفيها وأعطاني البشارة بأنه سيقوم بالتشطيب الذي كلف قرابة سبعة عشر مليون ريال على أحدث المواصفات الفنية والتقنية، وبما يتفق وظروف المنطقة المناخية، ثم التقينا به أنا وأخي رئيس النادي الأدبي الثقافي بالباحة الشاعر حسن الزهراني، وتم توقيع الاتفاقية بلغناه بأن القاعة ستكون باسمه بعد هذا الدعم السخي، وذلك بعد أن تم العرض على مجلس الإدارة والرفع لمقام الوزارة قمنا بالإجراء، وجاءت الموافقة بعد أن بدأ في تنفيذ التشطيب بدءاً من المبنى رقم (1) ثم المبنى رقم (2) ثم المسجد ثم القاعة والسور والمدخلين الرئيسيين واستمر المشروع واحدا وعشرين شهرا واليوم تحول الحلم إلى حقيقة بعد أن انهت الشركات المنفذة أعمالها بمتابعة الداعم شخصيا، وإشراف المهندس علي سلمان، وتمت تجارب التشغيل في قاعة الشيخ سعيد العنقري الثقافية على الصوتيات والإضاءة وكافة الخدمات. إذ أصبح اليوم مقر النادي جاهزا للافتتاح الرسمي في يوم الثلاثاء السابع عشر من ربيع الأول 1439ه برعاية كريمة وتشريف من سمو أمير المنطقة الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبد العزيز، وحضور عالي المستوى من وزارة الثقافة والإعلام وجمع كبير من المسؤولين والمثقفين والإعلاميين من داخل المنطقة وخارجها، ومن الإخوة العرب المقيمين بيننا من ضيوف المهرجان الأول للقصة الذي سيعقده النادي متزامنا مع هذه المناسبة، وأصبح مقر النادي جاهزا وانتقلنا إليه قبل عدة أشهر حيث وفر لنا هذا الانتقال من المبنى المستأجر للمباني الخاصة بالنادي قرابة ربع مليون ريال كانت ستحسم إيجارا كالعادة من دعم الوزارة للنادي، وأصبح جاهزا لمزاولة الأنشطة الأدبية والثقافية فيه، بل نعتبره هدية من المجلس الحالي ومن الداعم العنقري للوزارة في حالة أصبح لكل منطقة مركز ثقافي يضم الفنون السبعة تحت قبته، فنحمد الله في النادي الأدبي الثقافي بالباحة رئيسا وأعضاء مجلس إدارة وموظفين بأننا قد حققنا بفضل الله ثم بفضل هذا المجلس رئيسا وأعضاء هذا المنجز الحضاري التنموي للأجيال القادمة لنتوج به برامجنا الأدبية في مجالات الرواية والشعر والقصة والدراسات الأدبية وتحقيق أهداف الأندية الأدبية في أسمى معانيها. بقي أن أسجل باسمي شخصيا وباسم رئيس وأعضاء النادي ومثقفي المنطقة بطاقة شكر وعرفان تسطر بماء الذهب للشيخ سعيد العنقري الزهراني، رجل الأعمال المعروف ورجل المواقف الوطنية الثابتة الذي رفع رأسي عاليا بتكرمه باستجابته لطلبي داعيا له بطول العمر وحسن الثواب في وطن العز والشموخ المملكة العربية السعودية بقيادة ملكنا المحبوب سلمان الحزم الذي لا يلين وسمو ولي عهده الأمين وكل عام والوطن بخير وأمن ورخاء واستقرار ونرحب بضيوف النادي في المهرجان، ونردد عبارة الباحة المشهورة (مرحبا هيل عداد السيل). ** **