في اليوم الثالث من شهر ربيع الآخر يحتفل الوطن بذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.. ففي مثل هذا اليوم سجل التاريخ إشراقة الاحتفاء ببيعة خادم الحرمين الشريفين لتتواصل الإنجازات على هذه الأرض الطاهرة الطيبة التي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس رحمه الله رحمة واسعة، وواصل أبناؤه البررة الكرام من بعده استكمال البنيان ومواصلة المسيرة الخيرة. هذه تهنئة صادقة إلى أبناء شعبنا الكريم. الوطن يحتفي بذكرى البيعة، لا أريد أن أتحدث عن الإنجازات والمكتسبات الكثيرة التي تتحدث عن نفسها والتي يجب أن نحافظ عليها جميعا. ولكن لا يسعنا إلا أن نقف وقفة صادقة مع الذات لنتناول بالرصد والتحليل أهم العقبات والتحديات التي تواجه الوطن على كافة الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية، ووضع تصورات عملية لكيفية تخطي العقبات ومواجهة التحديات لما فيه خير الوطن والمواطن. إن أمن الوطن والمواطنين والمقيمين فيه من أعظم المكتسبات التي يجب علينا جميعاً المحافظة عليها، إن الأمن ضروري للحياة، والعبادة، والبناء الحضاري والتقدم العلمي والتكنولوجي والاقتصادي، والتنمية، والمحافظة عليه مطلب ومكسب جماعي لهذا الوطن العزيز الغالي بل للأمة كلها. من واجبات المواطنة الحقة والانتماء للوطن والوفاء له والمحافظة على الممتلكات التي هي جزء من مكتسباتنا جميعا بنيناها بجهدنا وعرقنا ومالنا وتضحياتنا، وتعلقت بها آمالنا وتطلعاتنا المستقبلية لغد جميل مشرق بهي بإذن الله لنا ولأبنائنا وللأجيال القادمة, بالأمس كانت بلادنا صحراء جرداء الفقر في أرجائها، والمرض يفتك بها، والجهل يسودها والخوف في أنحائها، واليوم بحمد الله وفضله أضحت جنة ببهائها وجمالها وإشراقاتها، والأمن سر بقائها هي اليوم: دوحة غناء ومدن عامرة وطرق سريعة وجسور وجامعات ومدارس ومرافق ومبان وحدائق ومتنزهات: وحضارة في كل شبر من بلادي الغالية. ** **