استرد الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- موطن آبائه وأجداده ليعيد الناس إلى جوهر الإسلام في صفائه ونقائه، لقيام دولة التوحيد كما نصت عليها شريعة الله في كتابه الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. في هذه الأيام يحل احتفاء الوطن بذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.. ففي مثل هذا اليوم سجل التاريخ إشراقة الاحتفاء ببيعة خادم الحرمين الشريفين حافلة بالإنجازات على هذه الأرض الطاهرة الطيبة التي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس رحمه الله، وواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال البنيان ومواصلة المسيرة الخيرة.. هذه تهنئة صادقة إلى أبناء شعبنا الكريم. واليوم والوطن والحكومة والشعب تحتفي بذكرى البيعة لا أريد أن أتحدث عن الإنجازات والمكتسبات التي تتحدث عن نفسها والتي يجب أن نحافظ عليها جميعا. ولكنه لا يسعنا إلا أن نقف وقفة صادقة مع الذات لنتناول بالرصد والتحليل أهم العقبات والتحديات التي تواجه الوطن على كافة الأصعدة، ووضع تصورات عملية لكيفية تخطي العقبات ومواجهة التحديات لخير الوطن والمواطن. إن أمن الوطن والمواطنين والمقيمين من أعظم المكتسبات التي يجب علينا المحافظة عليها، فالأمن ضروري للحياة، والعبادة، والبناء الحضاري والتقدم والتنمية، فهو ضروري للدنيا والآخرة، والمحافظة عليه مطلب ومكسب جماعي. المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة من واجبات المواطنة الحقة والانتماء للوطن التي هي جزء من مكتسباتنا جميعا، وتعلقت بها آمالنا وتطلعاتنا المستقبلية لغد جميل بإذن الله لنا ولأبنائنا وللأجيال، بالأمس كانت بلادنا صحراء جرداء والخوف في أنحائها واليوم بحمد الله وفضله أضحت جنة ببهائها والأمن سر بقائها، هي اليوم دوحة غناء ومدن عامرة وطرق سريعة وجسور محلقة وجامعات ومدارس ومرافق وحضارة في كل شبر من بلادي حتى كأن ربوعها بالحسن أضحت هي كل ما يحيط بالوطن من موجودات؛ من ماء وهواء، وكائنات حية، وجمادات، وهي المجال الذي يمارس فيه الإنسان حياته، ونشاطاته المختلفة. نسأل الله التوفيق للجميع لصالح الوطن والمواطن.