قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسم رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) سورة العلق كلنا نعلم بأهمية القراءة وما تقدمه من فوائد جمة فبالقراءة تنهض الأمم وتتطور وتبني ثقافاتها ولكن ما نحن عليه في العالم العربي من قلة القراءة تعد من المشكلات التي تواجهنا لأننا غير مدركين لتأثيرها على الفرد والمجتمع وقد يعود عدم اهتمامنا بها لعدم الاستمتاع بالقراءة أو جهل فوائدها أو عدم التوعية من الوالدين والمدرسة أو كثرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جميعها مؤثر على قلة القراءة وبالتالي ستنعكس سلبًا على الفرد والمجتمع لقلة المعرفة وفتور العقل وهدر الوقت في وسائل غير مجدية لذا يجب أن نلقي الضوء على أهمية القراءة ومن الوسائل أن يتم إدراجها كحصة أساسية تتميز بإستراتيجيات حديثة لأننا نطمح بجيل متفوق في مجال الاطلاع والقراءة لنواكب العالم لذا يجب أن تولي المدارس الاهتمام الكبير لأماكن القراءة وتهيئتها لتكون مكانًا جاذبًا وممتعًا، وتكون الكتب متنوعة وللطالب الحرية فيقرأ ما يريد وأن تنظم المدرسة مسابقات في القراءة والتحليل والنقد والتلخيص بين الطلاب داخل المدرسة وخارجها ويعزز ذلك إيجابًا بطرق متنوعة ولا يمكن أن نهمل السنوات الأولى من الدراسة بحجة أنهم لا يستطيعون القراءة، بل نوجد أساليب وطرقاً لتعليم القراءة وغرس حبها فيهم منذ الصغر لتكون متعة وليس إجبارًا وذلك يعود لمعلم ومعلمة القراءة في المراحل الأولى فيجب أن يشركوهم ويجذبوا انتباههم باستخدام لغة التخمين وسؤالهم عن ماذا يتوقعون؟ وأن يقوم المعلم بالقراءة، فقد أكَّدت الكثير من الدراسات على أن القراءة تعمل على تقويه الذاكرة وتزيد من مستويات التركيز وتغرس لدى الفرد حب المعرفة وزيادة الحصيلة اللغوية وإثراء معلوماته وتنمية قدراته التحليلية والنقدية وأخيرًا التعبيرية وتنمية التفكير الإبداعي وخفض التوتر والاكتئاب إضافة إلى تعلم مفردات جديدة واكتساب خبرات وقدرة على حل المشكلات بعد هذا كله لا يستغرب أحد مستوى التحصيل الذي سيكون عليه الطلاب، ومحزن أن تدل الإحصاءات في هذا الشأن أن الأوروبي يقرأ بمعدل 35 كتابًا في السنة، أما العربي فإن 80 شخصًا يقرؤون كتابًا في السنة ومعدل نشر الكتب في المنطقة العربية هو 1 في المائة فقط، أي ما يعادل ثلاثين كتابًا لكل مليون مواطن عربي، بينما يختلف هذا المعدل كليًا في أوروبا وأمريكا حيث تصل معدلات نشر الكتب في الأولى إلى 584 وفي الثانية إل212 لكل مليون ساكن، وأرى أن مبادرة تحدي القراءة العربية لها دور كبير في تعزيز أهمية القراءة والمنافسة بين المشاركين وسوف تؤدي إلى ارتفاع نسبة القراءة في العالم العربي عامة وفي السعودية خاصة، ولا بد أن نذكر نموذجًا مشرفًا للمملكة تمثل في حصول الطالبة شذى الطويرقي على المركز الرابع في مسابقة تحدي العربي بدعم من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي. ** **