والرياح المختبئة بِ رئة الرواة الذين ملؤوا السحب الصغيرة في حقائبهم ولوّنوا بها رمل الطريق وربطوا قوس قزحٍ بِ ذيلِ طاووس يقشّرون الشتاء كثمرة كستناء ويتناوبون المكوث أمام المدفأة يسرقون الأوكسجين من الشجر ويذوبون رويداً مع الحفيف كَ مسودّة.. إنه بؤس الرواة وأكتافهم المسنّة المنشورة كأخبار صحفٍ تهذبها الشمس وتنتزع الرياح ما تبقى على الحبل.. كَ الممحاة ال تمسح في النهار كلام الليل وكأنه محض افتراض.. يشترون من كل شيء بلا توقّع ولا توقيع ويثقبون رئة السهل الممتنع ليتعانق في عقولنا هشيم الخطاب مع انفتاح الهزيم إنه الفقد المتكئ على عصا وسلّم يقرّبهم للنجوم حتى إذا سقط المكان توكّأ الزمن على الخيال.. إنه الصمت الذي غنّى لصورٍ باغتها النسيان كالبرواز يغني أهازيج قديمة لأشخاصٍ لم يولدوا بعد.. خرجوا من الرواية فلم يجدوا بيوتهم.. فصنعوا من الرمال بيوتاً وفتحوا الباب بهدوء كي لا يُسقِط الرمل فراغ النشأة.. شخصيات خرجتْ من الباب تبحث عن الحقيقة المعقودة بين ثنايا الخيال، ثم تركتْ البحث معلقاً بين الرفوف.. يغلِق القارئ الكتاب يُخرج من العتم نوراً وأخيلة يرتكز بها على كوخٍ مهترئ محموم بالدفء والحياة ويتذكر كل الأشياء التي مرّت به في الداخل.. يجدد المعاودة.. فيجد وجه الحكايا لم يعد مألوفاً ك بؤس الانتحال. - إيمان الأمير