خلال إقامة الفنانة السودانية (وصال سعد)، معرضها الثالث في الرياض قبل أسبوع وافتتح برعاية السفير المفوض بالسفارة السودانية الأستاذ أسامة حسن، قدم الدكتور محمد فضل محاضرة أثرى بها المعرض وأضفى ضوءا على إبداع الفنانة وصال، وقد تكرّم الدكتور فضل بقبول دعوة الصفحة للحديث عن المعرض تقديرا للفنانة وصال التي قدمت تجربة ثرية كما جاء في حديث للصفحة، أن الأعمال التي تضمنها المعرض صاغتها وقدمتها الفنانة وصال سعد بعد عناء وكد واجتهاد، فقد غاصت في بيئتها السودانية، والتي هي مزيج من العربية والأفريقية، لتبدع أعمالا تعكس هذا المزاج الجميل المتفرد الذي وجد له مكان مرموقا بوصفه حركة فنية لها مميزاتها الخاصة، وملامحها التي لا تتكئ على مدرسة من مدارس الفن الغربية التي هيمنت على الإبداع الفني بأساليبها المختلفة التي جعلت من الصعب أن ينجو أي مبدع حديث أو معاصر من أن يطاله طابع أو مدرسة أو أسلوب معين منها، ولا مناص له من أن يندرج تحت التأثيرية و(الانطباعية) أو الدادائية أو السوريالية (السيريالية) أو التجريد، إلى غيرها من المدارس الغربية، وقد انتهجت لنا فنانتنا منهجا حدد أسلوب تعبيره الخاص من بيئته العربية الإفريقية، رامزا للعربية بالصحراء، ورامزاً للأفريقية بالغابة، وأسهمت بأعمال ثرية في هذا الإطار (أسلوب الغابة والصحراء)، أو مدرسة الخرّطوم التي جاءت تسميتها من رجل غربي زار السودان واندهش لرؤية أعمال (خارج الصندوق) الذي (صندقوا) فيه كل فناني العالم. ويضيف الدكتور محمد فضل أن أهم ملمح من ملامح أعمال إلقائه وصال هو البساطة؛ فالفنانة وصال لها مقدرة عجيبة على تبسيط العناصر واختزالها، وجمعها لتكون فكرة اللوحة، ومع خبرتها الطويلة وممارستها الجادة للفن توصلت إلى هذا المستوى المرموق، وقد علق الناقد التشكيلي تاج السر الخليفة على معرضها الأخير بقوله عن رؤية الفنانة وصال: (إنها رؤية جمالية تقع بين الرومانسية، ورؤية إيمانية إسلامية ولكن تمايزها بواقعيتها الموضوعية فلا هي خيالية الرومانسية، ولا الرؤية الإيمانية، إنها انسجام في الوجود وفهم كامل لوظيفة الكائن البشري الحياتية، وعمل الفنانة وصال تعبير أصيل عن الذات التراثية الاجتماعية، واتحاد طليعي بين الصنعة والفكر والتراث (ويجد المشاهد) سودانويتها وإسلاميتها وتعبيرها عن انتمائها للمرأة ودورها بشكل عام). وكما شعر هذا الناقد وغيره ممن حضروا معرضها هذا الذي قدمته خلال الأيام الماضية في الرياض، فإن الفنانة وصال قد نجحت في التعبير عن نفسها وهويتها تعبيرا صادقا وصل إلى أحاسيس كل المشاهدين بكل بساطته ونقائه وجماله.