ضمّ معرض"جهات عربية"الذي نظمه غاليري"تراث الصحراء"أخيراً، تجارب ستة من الفنانين هم: مؤيد منيف، حسن مداوي، هند العبيدان السعودية، عبود سلمان، أيسل غانم سورية، محمد عزالعرب السودان. عبر اجتماع هؤلاء الفنانين على ما يشبه الحوار التكاملي، فالمشاركون تناولوا بيئاتهم وموروثاتهم، وقدموها كل بحسب رؤيته وأسلوبه. فقدّم السوري عبود سلمان حكايا الفرات عبر مفرداته الشعبية بحس قصة المكان وامرأة الفرات وتراث منطقة الميادين شرق سورية. وعبود فنان وناقد تشكيلي وصحافي يقيم في الرياض، وصدر له عدد من الكتب التشكيلية، كما كتب في عدد من الصحف العربية. وله عدد من المعارض الشخصية والجماعية في كل من باريس وبيروت ودمشق وجدةوالرياض. أما تجربة مؤيد منيف فجاءت بأسلوبه الخاص في العمل، وبما تحمله منطقته الجوف من موروثات جمالية و"موتيفة"ونساء بأجواء مشبعة بلون الصحراء وقيافة الأثر بخصوصية المكان. وبحالة تجريدية ابتعد بها عن النقل المباشر لعملية التصوير. ولمنيف مشاركات دولية وداخلية، ويكتب في الصحافة التشكيلية والثقافية. وقدم مداوي مجموعة من أعماله التصويرية بواقعية عكست بيئة الفنان، إذ صوّر التاريخ في العمارة القديمة من مدينة النماص وقرى الجنوب في السعودية، مسقط رأس الفنان، حيث يسعى دائماً لترسيخ الوعي لدى المتلقي بجماليات المكان بطريقة شاعرية، ونزعة كلاسيكية الطرح. وهي المدرسة التي يجد فيها مداوي نفسه كما يقول كلغة مباشرة للتعبير. وتميزت الفنانة العبيدان بأسلوبها الأبيض والأسود، وهي طريقة عرفت بها وتفردت من خلالها في الساحة التشكيلية السعودية، وعبرها تحكي لنا تقاطعات خطوطها السوداء بمساحات بيضاء، تجد فيها شخوصاً تروي حكايا من الصحراء بأقنعة النساء، والبسط بحس تكعيبي وعوالم سوريالية خاصة. ومن اللاذقية تأتي تجربة الفنانة الفوتوغرافية أيسل غانم لتقدم لنا حوارها الخاص، عبر تناولها عدداً من المواضيع الإنسانية والسياحية والجمالية في أكثر من مكان في بلدها سورية، مستفيدة من تمكّنها من أدواتها الفنية وعينها المدربة على استحضار جماليات المشهد. وتحضر تجربة السوداني عزالعرب بصياغة فن التخطيط برموزه السوريالية المشبّعة بالحس الأفريقي وبُعد الغرافيك في العمل، ما أكسبه تميزه وخاصيته. يذكر أن معرض"جهات عربية"استمر عشرة أيام وشهد حضوراً لافتاً من الفنانين والمهتمين.