في كل مدن العالم تكون الأرصفة للمشاة، وهذا ما نلحظه في أي دولة في الشرق أو الغرب، والهدف الأساسي من الأرصفة أن يسير الإنسان عليها ليتفادى السير فوق الطريق لما في ذلك خطورة عليه، وتتفاوت هذه الأرصفة حسب قوانين البلدان، فبعضها قد يكون واسعاً بحيث تكون عليه بعض الأشجار للتظليل وراحة النفوس، ولكن ما نشهده هنا - وسوف أتحدث عن مدينة الرياض على وجه الخصوص - ان الرصيف غالباً ما يكون جزءا من السكن، فهو على الشارع فعلاً، ولكنه جزء لا يتجزأ من المنزل لأنه مليء بالنباتات والأشجار مشكلاً حديقة خارجية، وقد يقتصر الأمر أحياناً على زراعة أشجار مفردة تأتي في أحواض على عرض الرصيف. ما أود أن أصل إليه هو السؤال: هل ما يجري قانوني ونظامي؟ ومن ثم أين هو رصيف المشاة الذين لهم الحق في السير على منطقة آمنة لتجنب أخطار السيارات؟ نعرف اليوم أنه ليس هناك شارع إلا ويتاح فيه المجال لمرور السيارات، لننظر في أي شارع من الشوارع نجد أن المضطر للمشي على قدميه سيضطر للمشي على الطريق المسفلت، تنطلق من جواره السيارات، ولا يستطيع بأي حال من الأحوال أن يمشي على الرصيف. أعرف أن ذلك كله في الأحياء لأن هناك أرصفة متاحة للمشاة في الشوارع العامة، ولكن ما طرحته أمانة مدينة الرياض بتشجيع تشجير الأرصفة وتوزيع شتلات أشجار معينة، هل هو يتوافق مع خدمة توفير الأرصفة للمشاة؟ أم هو توضيح بأن ليس للمشاة الحق في السير على الأرصفة؟ أم أنها تقصد شيئاً آخر بأن تكون زراعة أشجار الظل في رقعة من الرصيف بحيث يمكن للإنسان السير عليها دون أن يعيقه حوض الشجرة أو النخلة أو أي نبتة أخرى؟ هذا في النمط الأقل من الأرصفة، أما النمط السائد فلا اعرف كيف تفسر لنا الوضع فيه وهو تحويل الرصيف بأكمله إلى حديقة لا يمكن بأي حال من الأحوال السير عليه؟ ختاماً: أنا مع التشجير، ولكن في موضعه الصحيح، وهو في الحدائق العامة الكبيرة، وان تلتفت الأمانة إلى إنشاء حدائق عامة كبيرة، وليس الحدائق القزمية، وان تقوم بتشجير المناطق البرية القريبة من الرياض، وأن تكثر من الأشجار في مواضعها الصحيحة، وان يستفاد منها في الأرصفة الواسعة، والتي يضطر الإنسان للوقوف عندها لتقيه من حرارة الشمس أثناء الانتظار، وتضيف جمالاً على المدينة، وتخفف من تلوث البيئة.. وغير ذلك مما هو معروف من قيمة ومنفعة الأشجار. تلك خواطر راودتني مع إطلاق أمانة مدينة الرياض حملة (شجرة لكل مبنى) أحببت أن أشارك الأمانة فيها.