«كم يحتاج أحدنا من الوقت كي يلتفت لنفسه ويتحدث معها كما لو أنها صديق قديم نسيه وغفل عنه ثم تذكّره فجاءة» الدكتور عبدالله الغذامي .. نكأ أستاذنا بتغريدته تلك جرحاً كلّما حاولت تغطيته ليبرأ، جاء من ينزع غطاء أواهام شفائه ليعاود النزف والسؤال من جديد أين أنا ..؟! نحتاج مسافة ما بين وجع ووجع، ما بين انكسار ونهوض، نحتاج أن نقول آسفين لأنفسنا على كل تعب.. نمسك بيدنا لنجلس على أقرب مقعد ذكرى ونراجع كل شيء.! الحياة لا تمهلنا الكثير ولا تسعفنا، تغتال أوقاتنا وتسرق منا كل ما يمكنها بلا إرادة منا، لنجد أنفسنا في منتصف الطريق لا قدرة لنا على العودة أو حب ما نحن مقبلين عليه.! نشتاق فعلاً لأنفسنا القديمة البعيدة عن كل تعقيدات وتعب، تلك التي كانت تنام على وسادة أحلامها لتستيقظ على قهوة تحقيق المستحيل.! بعد أن كنّا نكتب وتمتلئ الأسطر بوجودنا تغيرنا و ... تولّينا مهمة التغريد عنها ب 140حرفاً اختصرناها، بترنا معظم أطرافنا همّشنا صوت الحياة فينا ليعود تويتر ويبحث حتى هو عن نفسه بعد أن عوّدنا على لاختزال كل شيء ونسيان الامتداد على الأسطر.! أين نحن من كل هذا وأين ما أسرفنا من أوقات كانت لهم ولَم نعط أنفسنا منها إلاّ التعب. أين نحن من حنان كان يمتد نهر عطاء لكل من حولنا وعند أول دمعة لنا حتى المناديل تغيب..؟! عندما تجد نفسك احتضنها تفقّدها ابتسم لها فهي تحتاجك أكثر من غيرها ، عاهدها أنك لنا تخذلها وتدخل إلى عالمها من لا يستحقها لتكون أنت ولا غيرك صورة لما تريد. في مرحلة من حياتي تعرّفت على أشخاص مهمتهم قتل روح الأمل فيك بطريقة تفكيرهم ونظرتهم السوداوية للحياة، عجزهم عن التكيف مع ما حولهم من ظروف جعلهم يسقطون كل فشل عليك، وذنبك الوحيد أنك تنجز وهم ما يزالون عند أول عتبة لم يتجاوزوها. حمّلوني فشلهم وأشركوني من حيث لا أعلم ببناء أنفسهم وكانت الضحية نفسي.! غبت ليظهروا، مرضت ليشفوا، بكيت ليفرحوا، وعندما مددت يدي لمصافحتهم غادروا وغدروا ..! لا تتركوا لأحد أو لشيء فرصة الانغماس بكم وطمس ملامحكم كونوا أنتم ومن بعدكم الجميع. قبل الختام .. أنا أشتاق لأنا .. هكذا أقولها وهذا ما يجب ..! ** ** - بدرية الشمري