أوضح تقرير صدر مؤخراً عن وزارة التجارة الصينية، أن الاستثمار الصيني المباشر في المملكة بلغ 405 ملايين دولار عام 2015 بزيادة 113.5 بالمائة على أساس سنوي. وذكر التقرير أن ما يزيد على 160 شركة صينية تعمل حاليا في المملكة بمجالات تشمل السكك الحديدية والبناء والموانئ والمحطات الكهربائية والاتصالات وغيرها. كما أظهر أن المملكة تعد أكبر شريك تجاري للصين بين البلدان العربية منذ أكثر من عشر سنوات متتالية، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية 42.264 مليار دولار عام 2016. وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة الشعب الصينية أن المهندس أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أوضح خلال زيارته للصين في مارس 2017 رغبة المملكة في أن تحافظ الصين على مكانتها كأكبر بلد مستورد للنفط السعودي، في ظل تنوع الواردات الصينية من الطاقة وثورة الغاز الصخري في الولاياتالمتحدة. وأشار الناصر إلى أن الصادرات النفطية من شركة أرامكو إلى الصين تتزايد في ظل التنمية الاقتصادية الصينية، متوقعاً أن يستمر الطلب الصيني على النفط والمنتجات الكيماوية والغاز الطبيعي المسال في النمو مع تسارع عمليات التطوير والتنمية في الصين. وذكرت أن الناصر كشف أيضا عن تطلع السعودية لزيادة الاستثمارات في التجارة غير النفطية في الصين، بما فيها التعدين والمجوهرات وتجارة التجزئة والتكنولوجيا الحيوية. من جهة أخرى، تم تحقيق نتائج لافتة بين الشركات الصينية والسعودية، حيث أنشأت أرامكو مصفاة وشركة مبيعات للمنتجات النفطية بالتعاون مع شركة سينوبك الصينية وشركة إكسون موبيل الأمريكية في مقاطعة فوجيان بجنوب شرقي الصين. وأشارت الجريدة إلى إعلان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن رؤية المملكة 2030 في عام 2016 لافتة إلى أنها خطة شاملة للإصلاح الاقتصادي والتنمية للنهوض باقتصاد المملكة وتحريرها من الاعتماد على النفط، ما يحمل نفس أفكار مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين في كثير من المجالات. ونقلت عن الناصر توقعه بأن تعود رؤية السعودية 2030 ومبادرة الحزام والطريق بفرص كبيرة على الشركات السعودية والصينية، وأن المملكة والصين تمران بتحولات اقتصادية مهمة، حيث إن المملكة مستعدة لتكون شريكاً استراتيجياً في مبادرة الحزام والطريق من أجل دفع التعاون بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط. من جانبها أوضحت جريدة جلوبال تايمز أن دمج رؤية 2030 ومبادرة الحزام والطريق كانت من أهم الموضوعات خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الصين في مارس 2017، الأمر الذي سيدفع التعاون بين البلدين في كافة المجالات، بما في ذلك مجالات الطاقة والمالية وقدرة الإنتاج والبنية التحتية والتكنولوجيا. من ناحية أخرى أكد نائب وزير التجارة الصيني تشيان كه مينج على هامش معرض الصين والدول العربية 2017 الذي عقد مؤخرا في نينغشيا أن الصين تبذل جهودا كبيرة لتنمية العلاقات مع السعودية في إطار التعاون بين رؤية السعودية 2030 ومبادرة الحزام والطريق، مضيفا أن السعودية والصين تجمعهما علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تهدف إلى تحقيق آمال وطموحات الشعبين الصديقين.