دعا رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين حسن الناصر إلى دخول مرحلة تاريخية جديدة لتفعيل التعاون الاستثماري بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية في مجال الطاقة وتكوين شراكة استراتيجية نحو اقتصاد متنوع وأكثر كفاءة يقوم على المعرفة والابتكار الَّتِي تعود بالفائدة على مستقبل البلدين بعد أن عزز ذلك لقاء القمة الذي جرى قبل شهرين في الرياض بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله - وفخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ. جاء ذلك في كلمة للمهنس أمين الناصر خلال مشاركته في فعاليات منتدى التنمية في الصين 2016 الذي نُظم في بكين بعد أن أقرت الحكومة المركزية الصينية الأسبوع الماضي خطة التنمية الخمسية الثالثة عشرة، وسط تحديات كبرى تواجه الاقتصاد العالمي بشكل عام واقتصاد الصين على وجه الخصوص. وتناول المهندس الناصر في كلمته أمام حشد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين ورؤساء الشركات الصينية والعالمية، تصورات شركة أرامكو السعودية حول النقاط المشتركة والفرص العديدة للنمو المشترك، مبينا أن المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية تمران بتحولات اقتصادية مهمّة، والمملكة مستعدة لتكون شريكًا استراتيجيًا في مبادرة الحزام والطريق الصينية للتجارة المزدهرة بين منطقة الشرق الأوسط، وقارتي آسيا وأفريقيا. وفي سياق آخر شارك المهندس أمين الناصر في حلقة النقاش التي عقدت خلال المنتدى بعنوان "تأسيس صناعة جديدة ومُقوّمات نمو جديدة" وقال : إن فرصة تعزيز الروابط الوثيقة في مجال الطاقة والقطاعات الأخرى تلقت دفعًا كبيرًا في شهر يناير الماضي عندما التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - والرئيس الصيني شي جين بينغ، في الرياض، حَيْث تم تدشين مشروع مصفاة ياسرف المشترك العملاق بين شركتي أرامكو وساينوبك، كما وقعت أرامكو وعدة جهات حكومية صينية في تلك المناسبة اتفاقيات إطارية شاملة لتوسيع مجال التعاون الوثيق. وأضاف أن شركة أرامكو بعد أن وقعت مذكرة تفاهم مع مركز أبحاث التنمية المرموق التابع لمجلس الدولة في الصين، لدراسة مزيد من التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة المتعلقة بمبادرة الحزام والطريق، تؤمن بأن المبادرة تحمل في طياتها آمالاً كبيرة تُحقّق الرخاء المشترك والمكاسب الكثيرة للشعوب، شريطة الاستمرار في هذا التعاون الوثيق والتحول من الأقوال إلى الأفعال. وأشار إلى أنه يجري حالياً تطوير مدن اقتصادية وصناعية في المملكة في مواقع مميزة على طرق التجارة والملاحة العالمية، كمدينة جازان الإقتصادية، مما سيُوفر للشركات الصينية فرصًا للإستثمار وحوافز تتعلق بالبنية التحتية والموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي سيكون بمثابة بوابة عبور للسلع والخدمات الصينية إلى أفريقيا وأوروبا. وسلط المهندس أمين الناصر في مشاركته بحلقة النقاش الضوء على محور مهم ومشترك بين المملكة والصين، وهو محور تطوير التقنية والابتكار، في ظل وجود طموحات عالية بين البلدين في تمكين التصنيع النوعي القائم على الإبتكار، ويشمل ذلك التصنيع والتطوير التقني في مجال البيئة والطاقة، لا سيما في مجال النفط. وشدد المهندس أمين الناصر على أن النفط يجب جعله مصدرا للطاقة النظيفة من حيث تقليص الإنبعاثات وأن يكون أكثر استدامة بيئية، موضحا أن ذلك يعد هدفا ضخما وينبغي أن يحظى بأولوية مهمة للعالم، لأن النفط سيبقى ولفترة طويلة قادمة من المصادر الرئيسة المهمة في مزيج الطاقة العالمي قبل أن تحقق مصادر الطاقة البديلة نسبة مهمة في مزيج الإمدادات. وقال الناصر : بوضع ذلك الهدف الكبير نصب أعيننا تتعاون أرامكو مع شركات صناعة السيارات ومراكز الأبحاث على تطوير أنظمة وقود المحركات المتكاملة التي تحد من الانبعاثات وتحسن استهلاك الوقود في المستقبل، وينسجم ذلك مع جهود استثمارات أرامكو في تأسيس مركز أبحاث في بكين سيستقطب علماء ومبتكرين صينيين وسيعملون مع نظرائهم من العلماء والمبتكرين السعوديين والعالميين. وأكد المهندس الناصر أن أرامكو ستُحافظ على التزامها الثابت بأن تكون مورد الطاقة الرائد والموثوق للصين، كما تسعى الشركة إلى توسيع استثمارها في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في الصين، وفي أماكن اخرى في دول آسيا والعالم من خلال الاستثمارات الكُبرى في مجالات الإمداد المُتكامل والتكرير والكيميائيات وزيوت التشحيم والتوزيع والتسويق، مشيرا إلى أن مثل هذه الأستثمارات ستعزز أمن الطاقة في الصين، وينتج عنها تحقيق المزيد من الفاعلية والابتكار إلى جانب استيفاء معايير حماية البيئة الصارمة.مبينا أن نجاح التعاون والشراكة الاستراتيجية والتكامل بين المملكة والصين لا يخدم فقط مصلحة البلدين بل هو أمر يخدم العالم. ومن جهة أخرى، رعى رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين حسن الناصر خلال زيارته لبكين توقيع اتفاقية تعاون للأبحاث والتطوير التقني والاستراتيجي بين شركة أرامكو وأكاديمية الهندسة الصينية التي تضم 800 من أبرز علماء ومهندسي ومبتكري الصين في حقول مختلفة. وتعد هذه الاتفاقية خطوة مهمة بوصفها مظلة تتيح التعاون ليس فقط بين شركة أرامكو السعودية ومراكز البحوث الصينية، بل تمتد كجسر للتعاون بين ألمع العقول الصينية والسعودية في مراكز الأبحاث والجامعات في كلا البلدين. وتضمنت زيارة المهندس أمين الناصر للصين برنامج عمل مكثف اجتمع خلاله مع كبار المسئولين الحكوميين وقياديي الأعمال الصينيين مثل زو شاووشي، رئيس مجلس هيئة التنمية والإصلاح الوطنية الصينية، ولي جيانهوا، أمين الحزب في منطقة نينغشيا هوى المُستقلة، وقاو شوقيانق، محافظ إقليم شاندونق، وزو. جي، رئيس الأكاديمية الصينية للهندسة، وبي مينجيان، الرئيس التنفيذي لتشاينا إنترناشونال كابيتال كووبريشن، ووانق يوبو رئيس مجلس ادارة شركة ساينوبيك، ووانق إيلين رئيس مجلس إدارة شركة النفط الوطنية الصينية.