شرع الله تعالى العبادات والمعاملات ليسير عليها الناس، وينظموا بها أنفسهم ديناً ودنيا.. ولم تشرع هذه الشرائع السماوية إلا لمصلحة العباد عاجلاً وآجلاً، ولم يأمر الله تعالى الإنسان بفعل شيء إلا لما فيه خير ومصلحة، ولم ينهَ عن فعل شيء إلا لما اشتمل عليه من مفسدة ومضرة. وعلى الرغم من تحذيرات الشريعة الإسلامية بنصوصها من خطورة المجاهرة بالمعاصي، والاستهانة بعقوبة الخطيئة، إلا أنها انتشرت ظاهرة المجاهرة في المجتمع، وزادت باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. "الجزيرة" طرحت تلك القضية على عدد من أصحاب الفضيلة المشايخ.. فماذا قالوا؟! دراسة الظاهرة بداية، يؤكد د. عبدالله بن حمد السكاكر أستاذ ورئيس قسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم أن المجاهرة بالمعصية أعظم إثمًا، وأسوأ أثرًا على المجتمع من فعل المعصية في السر، بل إن المجاهرة بالمعصية ذنب آخر يُضاف إلى المعصية نفسها؛ لما له من أثر قبيح على المجتمع؛ إذ إن المجاهرة تُشجع العصاة على المعصية، وتُذهب قبح المعصية من النفوس على المدى البعيد؛ فإن النفوس إذا اعتادت رؤية شيء ألفته، وفي المجاهرة مبارزة لله سبحانه وتعالى بالمعصية. والعاصي في السر لا يضر إلا نفسه، فإذا جاهر ضر غيره. وفي صحيح البخاري يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين. وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه». ولا شك أن من العلاج لظاهرة المجاهرة بالمعاصي توعية المجتمع بخطر الذنوب، وأن الذنوب يعظم إثمها، ويفحش أثرها بالمجاهرة بها، بيد أن فئة من المجتمع هي التي تستفيد من التوعية والوعظ بإيقاظ ما فيها من الخير والخوف من الله سبحانه وتعالى والحياء منه، لكن البعض الآخر ممن لا تنفعه المواعظ، ولا تردعه العبر، لا بد له من زواجر وعقوبات رادعة.. وقد قال عثمان رضي الله عنه: إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. وإذا لم تنفع المواعظ لم يبقَ إلا ردع المجاهرين بالعقوبات التأديبية التي تحميهم من شرور أنفسهم، وتحمي المجتمع من جرأتهم ومجاهرتهم بالمعاصي. وكلما كانت العقوبات أبلغ كان أثرُها في مقاومة هذه الظاهرة أنفع، وكلما استفحلت ظاهرة سلبية في المجتمع كان لا بد من الحزم في علاجها بقدر استفحالها وخطرها، مع ضرورة إشراك التربويين والمختصين في علم الاجتماع وعلم النفس وكل من له علاقة في دراسة هذه الظاهرة وأسبابها والسبل الكفيلة بتحجيمها والحد منها.. فالجميع شركاء في المشكلة؛ وينبغي أن يكونوا شركاء في الحل. حُكْم المجاهرة ونشر الفاحشة ويبيِّن د. محمد بن سعد العصيمي أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة أم القرى أن الشريعة الإسلامية حرَّمت المعصية على بني آدم لمصلحتهم؛ لأن الله - عز وجل - غنيٌّ عن كل أحد، وكل أحد محتاج إليه جل وعلا. قال تعالى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ}. فالصمد من معانيه: الذي تصمد إليه الخلائق لطلب حاجاتها. ومن معانيه: الذي لا جوف له، فالله - عز وجل - لا يأكل ولا يشرب؛ لأنه - جل وعلا - لا يحتاج إلى شيء من خلقه، وخلقه لا غنى لهم عنه. قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ}. فلم يشرع الله لنا شيئاً لمصلحته جل وعلا، بل لمصلحتنا نحن المخلوقين؛ فحرم علينا المعاصي والآثام والفواحش والمنكرات لما في ذلك من الضرر البالغ علينا وعلى الفرد والجماعة، وحرم الإضرار بالغير من المسلمين، وعظم فيها الذنب والإثم، وأمرنا بالإحسان له جل وعلا، وهو أن نعبد الله كأننا نراه، وأمرنا بالإحسان إلى خلقه؛ فقال تعالى: {وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}ن وذلك بفعل الخير للغير، بل أمرنا بما هو أعظم من ذلك، وهو أن نحب الخير للغير كما نحبه لأنفسنا؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». وليس من حب الخير للغير أن تكون سبباً لإفساد الخير على الغير بسبب فعلك من الذنوب التي تجاهر بها؛ فتكون سبباً للعقوبات الإلهية؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا، فجالسوهم في مجالسهم، ووكلوهم وشاربوهم، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض، ولعنهم على لسان داوود وعيسى بن مريم، وتلا {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}». وفِي الحديث: «إن الناس إذا رأوا المنكر فلم ينكروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده»؛ وكذا المجاهرة بالذنوب والمعاصي سبب لضيق ذات اليد، وانتشار الفقر والأمراض، قال تعالى {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} وقد جاء في الأثر: «إن الحبارى في وكرها لتلعن عصاة بني آدم، تقول: ما انقطع المطر إلا بسببه». وشدد د. العصيمي على أن الواجب على المسلم أن ينكر المنكر؛ حتى لا تعم العقوبة، والأصل: من أعلن المنكر أُنكر عليه علانية، ومن أسر المنكر أُنكر عليه سراً ما لم تقتضي المصلحة غير ذلك. والأصل: إنكار المنكر باليد لمن يستطع ما لم تترتب عليه مفسدة أعظم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم «من رأى منكراً فليغيره بيده...»؛ وذلك لأن المجاهرة بالمنكر يترتب عليها استحقاق مأثمين، الأول: المعصية، والثاني: المجاهرة بها. وقد قال صلى الله عليه وسلم «كل أمتي معافى إلا المجاهرين»؛ فالمجاهرة بالسوء: سوء على سوء، حشفاً وسوء كيلة. وما حفت بالمجتمعات من المصائب والكوارث والنكبات والتغيرات من حال حسن إلى غيره إلا بسبب المجاهرة بالمنكرات، قال تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. محاربة شعائر الدين وأوضح العصيمي بعضاً من صور المجاهرة بالمنكرات كالسينما والتبرج في الشاشات الإعلامية، والاختلاط المحرم، والدعوة إلى المراقص وفتح مجالات التغريب، ومحاربة شعائر الدين، وإشاعة الفاحشة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. قال الطاهر بن عاشور في تفسير هذه الآية: لما حذَّر الله المؤمنين من العود إلى مثل ما خاضوا به من الإفك على جميع أزمنة المستقبل أعقب تحذيرهم بالوعيد على ما عسى أن يصدر منهم في المستقبل بالوعيد على محبة شيوع الفاحشة في المؤمنين. فالجملة استئناف ابتدائي، واسم الموصول يعم كل من يتصف بمضمون الصلة؛ فيعم المؤمنين والمنافقين والمشركين؛ فهو تحذير للمؤمنين وإخبار عن المنافقين والمشركين، وجعل الوعيد على المحبة لشيوع الفاحشة في المؤمنين تنبيهًا على أن محبة ذلك تستحق العقوبة؛ لأن محبة ذلك دالة على خبث النية نحو المؤمنين، ومن شأن تلك الطوية أن لا يلبث صاحبها إلا يسيراً حتى يصدر عنه ما هو محب له، أو يسر بصدور ذلك من غيره. فالمحبة هنا كناية عن التهيؤ لإبراز ما يحب وقوعه، وجيء بصيغة الفعل المضارع للدلالة على الاستمرار. وأصل الكناية أن تجمع بين المعنى الصريح ولازمه، فلا جرم أن ينشأ عن تلك المحبة عذاب الدنيا، وهو حد القذف، وعذاب الآخرة، وهو أظهر؛ لأنه مما تستحقه النوايا الخبيثة. وتلك المحبة شيء غير الهمّ بالسيئة، وغير حديث النفس؛ لأنهما خاطران يمكن أن ينكف عنهما صاحبهما، أما المحبة المستمرة فهي رغبة في حصول المحبوب، وهذا نظير الكناية في قوله تعالى: {وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ}. كناية عن انتفاء وقوع طعام المسكين، فالوعيد هنا على محبة وقوع ذلك في المستقبل، كما هو مقتضى قوله: {أَن تَشِيعَ}؛ لأن (أن) تخلص المضارع للمستقبل، أما المحبة الماضية فقد عفا الله عنها بقوله: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. ومعنى أن تشيع الفاحشة أن يشيع خبرها؛ لأن الشيوع من صفات الأخبار والأحاديث كالفشوش، وهو: اشتهار التحدث بها، فتعين تقدير مضاف، أي أن يشيع خبرها؛ إذ الفاحشة هي الفعلة البالغة حداً عظيماً في الشناعة. وشاع إطلاق الفاحشة على الزنا ونحوه، وتقدم في قوله تعالى: {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ} في سورة النساء. وتقدم ذكر الفاحشة بمعنى الأمر المنكر في قوله: {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا} في سورة الأعراف. وتقدم الفحشاء في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءَ} في سورة البقرة. ومن أدب هذه الآية أن شأن المؤمن أن لا يحب لإخوانه المؤمنين إلا ما يحب لنفسه، فكما أنه لا يحب أن يشيع عن نفسه خبر سوء كذلك عليه أن لا يحب إشاعة السوء عن إخوانه المؤمنين. ولشيوع أخبار الفواحش بين المؤمنين بالصدق أو الكذب مفسدة أخلاقية؛ فإن مما يزع الناس عن المفاسد تهيبهم وقوعها وتجهمهم وكراهتهم سوء سمعتها، وذلك مما يصرف تفكيرهم عن تذكرها بله الإقدام عليها رويداً رويداً حتى تنسى وتنمحي صورها من النفوس، فإذا انتشر بين الأمة الحديث بوقوع شيء من الفواحش تذكرتها الخواطر وخف وقع خبرها على الأسماع، فدب بذلك إلى النفوس التهاون بوقوعها وخفة وقعها على الأسماع فلا تلبث النفوس الخبيثة أن تقدم على اقترافها، وبمقدار تكرر وقوعها وتكرر الحديث عنها تصير متداولة. هذا إلى ما في إشاعة الفاحشة من لحاق الأذى والضر بالناس ضراً متفاوت المقدار على تفاوت الأخبار في الصدق والكذب؛ ولهذا دل هذا الأدب الجليل بقوله: {وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}. أي يعلم ما في ذلك من المفاسد فيعظكم لتجتنبوا، وأنتم لا تعلمون فتحسبون التحدث بذلك لا يترتب عليه ضر. وهذا كقوله: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}. آثار المعاصي ويؤكد الشيخ رضوان بن عبد الكريم المشيقح المحامي والمستشار الشرعي بمدينة بريدة أن المعاصي والذنوب من الآثار القبيحة والمذمومة، والمضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة، بما لا يعلمه إلا الله تعالى. ويعد من الأمثلة الحية على آثار هذه المعاصي: حرمان العلم؛ فالعلم نور، يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور. وحرمان الرزق، كما في المسند أن «العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه»، ووحشة يجدها العاصي في قلبه، لا يوازيها ولا يقارنها لذة، ولو اجتمعت له لذات الدنيا، وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة. ومنها الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس، ولاسيما أهل الخير منهم، وأن المعاصي توهن القلب والبدن، وتقصر العمر، وتمحق بركته، مع حرمان الطاعة، وتعسير أموره، فلا يتوجه لأمر إلا وجده مغلقاً أو متعسراً عليه.. وأن المعاصي تولد بعضها بعضاً، حتى لا يستطيع أن يفارقها، كما قال بعض السلف: إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها، ومن ثواب الحسنة الحسنة بعدها، وأنها تضعف القلب عن إرادته؛ فتقوى إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً، وكذلك أنه ينسلخ من القلب استقباحها؛ فتصير له عادة، فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ولا كلامهم فيه، كما أن منها سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه، وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد، قال تعالى: {وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ} «الحج:18»، حتى ولو عظمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم أو خوفاً من شرهم، وإن العبد لا يزال يرتكب الذنوب حتى تهون عليه وتصغر في قلبه، وذلك علامة الهلاك. والمعصية تورث الذل؛ فإن العز كل العز في طاعة الله. وكذلك حرمان دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعوة الملائكة، فإن الله - سبحانه - أمر نبيه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات، وأنها تستدعي نسيان الله - تعالى - لعبده، وتركه بينه وبين نفسه والشيطان، كما أنها تزيل النعم، وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا بسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب، فأي عذاب أشد من الخوف والهم والحزن وضيق الصدر وإعراضه عن الله والدار الآخرة، وتعلقه بغير الله، وانقطاعه عن الله. أمثلة حية وينصح رضوان المشيقح بعدم التهاون في ارتكاب الذنوب والمعاصي؛ فإن لها أضراراً، وإن أضرارها في القلب كضرر السموم في الأبدان، على اختلاف درجاتها في الضرر، فما في الدنيا والآخرة شرٌّ وداءٌ إلا سببه الذنوب والمعاصي، والمجاهرة بها، فما الذي سلط الريح على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض كأنهم أعجاز نخل خاوية، حتى صاروا عبرة للأمم إلى يوم القيامة؟ وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم وماتوا عن آخرهم؟ وما الذي رفع قرى اللوطية حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم، ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها، فأهلكهم جميعاً، ثم أتبعهم حجارة من السماء، أمطرها عليهم، فجمع عليهم من العقوبة ما لم يجمعه على أمة غيرهم ولإخوانهم أمثالها، وما هي من الظالمين ببعيد.. وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل فلما صار فوق رؤوسهم أمطر عليهم ناراً تلظى؟ وما الذي أغرق فرعون وقومه في البحر، ثم نقلت أرواحهم إلى جهنم، فالأجساد للغرق والأرواح للحرق؟ وما الذي خسف بقارون وداره وماله وأهله؟ إلا المعاصي، وما الذي أهلك القرون من بعد نوح بأنواع العذاب والعقاب ودمرها تدميراً؟ وما الذي بعث على بني إسرائيل قوماً أولي بأس شديد، فجاسوا خلال الديار، وقتلوا الرجال وسبوا الذرية والنساء، وأحرقوا الديار، ونهبوا الأموال؟!