الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد أحببت أن أكتب عن موضوع وباختصار أنتشر في زماننا ( جداً خطير ) حتى أعتدنا عليه ولم نعد نستغرب من يفعله لكثرتهم ألا وهو ( المجاهرة بالمعصية ) أعاذنا الله و إياكم من المعاصي والمجاهرة بها قال تعالى ( لاّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ ) [النساء:148]. فكثير ما نشاهد مثلاً التدخين أمام الملأ ورفع صوت الموسيقى في السيارة عند الإشارات وحلق اللحى وإسبال الثياب للرجال ولبس المرأة العباءة المخصرة وكذلك لبس البنطال أمام الملأ و الأستهزاء بأهل الدين والعلماء وكذلك ما نسمعه من البعض عندما يتحدث عن ما فعله من الذنوب ( وكأنه يفتخر بها ) سبحان الله يستره الله ويكشف ستره للناس ، و العظيم إذا كان من يجاهر بالمعصية الأب أمام أبناءه والغالب في الأبناء الإقتداء بإبائهم كالتدخين والسباب واللعن ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا، ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يا فلان! قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه ) متفق عليه ولا شك أن المجاهرة بالمعصية فيها استخفاف بأوامر الله سبحانه وتعالي ونواهيه ، وتشجيع الغير بارتكاب المعاصي ويدخل كذلك مع الذين يحبون أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين كما في قول الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُون )َ النور:19 والوعيد فيمن يحب إشاعة الفواحش فما بالك بمن يشيعها ويعلنها . ومن أسباب شناعتها وقبحها أن فيها دعوة للناس إلى الوقوع في المعاصي والانغماس في وحلها.. حيث إن هذا المبارز لله تعالى في المعصية يدعو بلسان حاله كل من رآه أو سمع به.. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « .. ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا » [رواه مسلم]. فإن من أظلم الظلم أن يسيء المرء إلى من أحسن إليه وأن يعصيه في أوامره وأن يخالف تعاليمه ويزداد هذا القبح وذاك الظلم إذا أعلنه صاحبه وجاهر به ولم يبال فيجب علينا الحذر ليس من المجاهرة بالمعصية فقط بل من فعل الذنوب والتهاون بصغيرها ولو سراً أسال الله أن يغفر لنا ويتجاوز عنا انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .