حذر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء من المجاهرة بالمعاصي وارتكاب الذنوب والمنكرات لافتا إلى أن الإنسان إذا ابتلي بمعصية وزلت به القدم يجب عليه أن يستتر بستر الله له ولا يفضح نفسه أمام الملأ، ولا يجاهر بتلك المعصية ولا ينشرها بين الناس لأن المجاهرة بها فساد عظيم مستشهدا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (اجتنبوا هذه القاذورات فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله له), وقال صلى الله عليه وسلم (إن الله حيي في الدين يحب الحياء والستر) وأكد سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في جامع الإمام تركي بن عبدالله في وسط العاصمة الرياض أن الاسلام جاء بوعيد شديد وعقاب أليم للمجاهر بالمعصية والداعي إليها، يقول صلى الله عليه وسلم (كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن ينام بالليل فيستره الله ويصبح وقد ستره الله ويقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا أمسى يستره الله وأصبح يهتك بستر الله عليه). وأشار سماحته أن المجاهرة بالمعاصي من ضعف الإيمان وقلة الحياء من الله والخوف منه، يقول صلى الله عليه وسلم (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت )مبيناً أن المجاهر بالمعاصي دعاة الفساد والضلال يحبون أن يشركوا غيرهم فيما وقعوا فيه من البلاء جمعوا بين إساءتين بين معصية لله وبين المجاهرة بها وإظهارها وإعلانها فهذا من قلة الحياء والوقاحة الشديدة. وبين سماحته أن المجاهرة بالمعصية لها مفاسد عظيمة فبالدليل استخفافك بعظمة الله يقول الله جل وعلا (وما قدروا الله حق قدره) ، وقال تعالى: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون). ولفت سماحة المفتي إلى أن العبد يخطئ وكلنا خطاء لكن هناك فرق بين من يعمل خطيئة مستترا بها مستخفيا بها عالم بستر الله عليه وإن الله يعلم سره وعلانيته لا يخفى عليه حاله هذا، ويجب أن يتوب إلى الله ويندم على ما مضى ويستر معصيته فإن من اعترف بذنبه وأقر بخطاه يرجى له الخير في الدعاء والاستغفار، لكن من عمل سيئة وتبجح بها ونشرها بين الملأ وقال أنا فعلت كذا أو فعلت وفعلت وينشرها بين الناس ويتحدث في المجالس الخاصة والعامة فرحاً بها وفوزاً بها فهذا دليل على مرض قلبه بل على موت قلبه، قال جل وعلا في محكم التنزيل (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً). وتابع سماحته يقول ومن المجاهرة بالمعصية ما تنشره بعض وسائل الإعلام في الدعوة إلى الفجور والفساد وإظهار القمار والأموال الربوية أو الدعوة إلى كل فجور وفسوق مبيناً أن هذا خطأ عظيم وشر كبير عظيم. وبين أن إعلان المعاصي في وسائل الإعلام المختلفة وإظهارها وإعلانها والدعوة إليها دليل على قلة الحياء والإيمان، محذراً سماحته مسؤول الوسيلة الإعلامية من أن يكون من دعاة الضلال، وقال سماحته: إن من المصائب أن ترى بعض الكتاب من أبنائنا هداهم الله يكتبون أشياء تخالف الدين وتخالف العقيدة والقيم والأخلاق، وهذا لا شك من نشر السوء والفساد, داعياً جميع الكتاب إلى تقوى الله فيما يكتبون ومراقبة الله فيما كتبوه وهل هو فيه امتثال لله عز وجل. وحذر سماحته المسلمين من أن يكونوا دعاة ضلال دون أن يشعروا بأقوالهم وأفعالهم موصيهم بتقوى الله ومراقبته وأن الله محيط بذلك وعالم بالسر والنجوى. وبين أن الله تعالى شرع الحدود وشرع العقوبات تجنباً للسوء فأمر برجم الزاني وقطع يد السارق وجلد شارب الخمر وقتال المفسدين، كما جعل عز شأنه العقوبة لردع الناس عن ذلك فأمر المجتمع المسلم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, قال تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون), وفي الحديث (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر). ودعا الناس إلى تقوى الله وتجنب المعاصي, حيث حرم جل وعلا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، قال تعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون), داعياً مرتكبي المعاصي للتوبة إلى الله والحذر من نشر المعاصي والخطايا, وألا يضيف المسلم لأخطائه ومعاصيه نشرها , لأن في نشرها إشاعة للفساد ونشرا للجريمة ودعوة إليها.