نجاح الرؤية الإستراتيجية له عوامل عديدة، ويُعَدُّ التعليم ركيزة أساسية لأنه يؤهل الكوادر البشرية العماد الحقيقي لنجاح الرؤية من خلال عشرات الجامعات المنتشرة في المناطق كافة، وكذلك الكليات التقنية والمعاهد الفنية، لكن لا توجد مبادرات واضحة ترتقي للتنسيق مع أهداف التحول الوطني والرؤية عموماً، فما هو مذكور يُعَدُّ في سياق عموميات لا تنعكس على أرض الواقع من خلال ارتفاع نسب المقبولين في التخصصات التي ستحتاجها القطاعات المستهدفة لتكون هي قائد الانتقال لاقتصاد متنوع. قبل أسابيع تم الانتهاء من القبول الجامعي ولكن لم تظهر إحصاءات تعكس فعلياً أي تناغم مع توجهات الرؤية والقطاعات الاقتصادية التي ستكون هي من سينوع موارد الاقتصاد وتأخذ النسبة الأكبر من التأثير فيه، فرغم مرور أكثر من عام على اعتماد الرؤية إلا أن توجهات التعليم العالي لم تعلن أو تظهر ملامحها والتي يفترض أن تكون من أول الجهات التي بدأت التحول بنسب القبول في التخصصات التي سيحتاجها الاقتصاد في المرحلة القادمة. فالقطاعات التي سيرتكز عليها الاقتصاد مستقبلاً كالتعدين والنفط والبتروكيماويات والصناعات التحويلية ستتطلب التوسع بالقبول في تخصصات علمية عديدة، خصوصاً أن الحاجة ستزداد لتوطين البحث العلمي لرفع مستوى التنافسية، فما زالت نسب الدارسين حالياً في التخصصات العلمية لا تتعدى 15 % بالمتوسط من إجمالي الطلاب في الجامعات البالغ عددهم أكثر من مليون طالب وطالبة، فالعديد من الدول باتت تنافس بنسب الدارسين للتخصصات العلمية في الجامعات، فكوريا الجنوبية تُعَدُّ أعلى دولة بنسب الدارسين في هذه التخصصات، حيث تبلغ نسبتهم 39 % من إجمالي طلبة الجامعات، ويعول على هذه الأعداد الكبيرة في التخصصات العلمية أن يحولوا كوريا لأحد أكبر الاقتصادات تطوراً بالابتكارات والاختراعات مستقبلاً. التعليم العالي مطالب بدور كبير جداً لدعم تحقيق رؤية 2030 م من خلال تحوله بتوجهات القبول والتركيز على التخصصات التي تخدم الرؤية وأهدافها وأهمها العلمية مع دور بارز بإنشاء وتطوير مراكز البحث العلمي.